حوارات

الفرواح : أنصح أرحموش بعدم الخجل من إعلان انخراطه في حزب أخنوش وعلى الأمازبغ تصحيح المسار

حقائق 24 _ هيئة التحرير

في سياق النقاش الذي أحتدم مؤخرا بين النشطاء السياسيين الأمازيغ عقب تأسيس الناشط أحمد أرحموش لأكاديمية “تيهيا” ومشاركته رفقة أعضائها في نشاط يعتزم حزب التجمع الوطني للأحرار تنظيمه هذا الشهر، مع ما رافق ذلك من اتهامات كالها نشطاء أمازيغ آخرون لأرحموش ورفاقه بالهرولة وراء حزب الأحرار تحت غطاء الدفاع عن الأمازيغية. إتصلت “حقائق 24” بالفاعل الأمازيغي سعيد الفرواح من أجل تسليط المزيد من الضوء على هذا الجدل المتصاعد، فأجرت معه الحوار التالي:

حقائق 24 : هل يحق للأمازيغ أن ينتظموا داخل حزب سياسي؟ هذا هو السؤال الذي بات سؤال الساعة لدى مختلف الفاعلين السياسيين بالمغرب ولدى المخزن أيضا. أنت ما هي مقاربتك للموضوع؟

الفرواح : بالتأكيد من حق الأمازيغ ومن حق أي مواطن تأسيس حزب، وهو حق مكفول بقوة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وحتى بقوة الدستور المغربي نفسه، وبالتالي فحين نتحدث عن الحقوق فهي حقوق لا يمكن أن توضع موضع التساؤل، ولكن ما يمنع من تأسيس حزب من ذلك القبيل هو غياب مصلحة لدى الدولة فيه، هذه الأخيرة التي قامت سنة 2007 موازاة مع تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة بحظر وحل الحزب الديمقراطي الأمازيغي. وللأسف في الوقت الحالي لا نرى أن الدولة تحترم قانونها نفسه، وبالتالي فالحق حتى لو كان مسنودا بالقانون لا يجد طريقه لأرض الواقع إلا بعد صدور تعليمات عليا بذلك، والأمازيغ كما الأمازيغية وكما قال رئيس الحكومة السابق مصيرهم رهين بإرادة جهات عليا.

حقائق 24 : في الوقت الذي تتوالى فيه مبادرات نشطاء الحركة الأمازيغية من أجل تأسيس تنظبم حزبي خاص بهم، هناك من يرى أن لا داعي لذلك. على اعتبار أن هناك تشكيلة كبيرة من الأحزاب السياسية يمكن النضال من داخلها. ما رأيكم؟

الفرواح : لا زلت أتذكر أحدا من أولئك الحريصين على التواجد في وسائل الإعلام حفاظا على صورة مثقف لا يمتلك مؤهلاتها، وهو يخرج سنة 2005، على صدر جريدة معروفة ويقول على رؤوس الأشهاد أن من سيؤسسون الحزب الديمقراطي الأمازيغي لا ينتمون للحركة الأمازيغية..، ومثل هذا النموذج قد نلتمس لمواقفه الأعذار إلا أن ما يمنعنا من ذلك هو أننا نجده مع كل انتخابات مع حزب معين، ولا زال صديقنا يطوف على الأحزاب ويصدر مواقف من خصوم كل حزب وجد له مكانا بين زمرته، ناسيا أن تأسيس حزب أمازيغي هو أنفع من التخندق مع حزب دون غيره، لأن هذا الخيار غير سليم. فما دامت مساندة حزب تأتي تحت مسمى إقناعه بالأمازيغية، فإن عواقب ذلك تكون بأن تحارب بقية الأحزاب الأمازيغية ومعها الحركة الأمازيغية، فبمنطق الصراع السياسي صديق عدوي هو عدوي.

وهكذا فمن يرى أن لا داعي لتأسيس حزب أمازيغي بزعم وجود أحزاب أخرى فهو يتناقض مع مرجعية الحركة الأمازيغية المتمثلة في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والشعوب. ونتساءل عن مصلحته كما نحترم حقه في الإنخراط في الحزب الذي يريده، أو يعمل مع الحزب الذي يشاء دون أن يكون ذلك تحت يافطة الفاعل الأمازيغي، لأن ذلك يسيء للحركة ويضعها في موقع التبرير لبقية الأحزاب ولمناضليها وللمواطنين، وهي حركة مفروض فيها أنها مستقلة عن الأحزاب والدولة.

حقائق 24 : في هذا السياق قوبلت مبادرة الناشط الأمازيغي أحمد أرحموش بتأسيس جمعية للتكوين السياسي يعتقد أنها مقربة من حزب الحمامة قوبلت بمواقف تترواح بين مؤيد ومعارض. أنت كنت من المعارضين الشرسين لمبادرة أرحموش، لماذا؟

الفرواح : ما حدث في المبادرة الأخيرة أنها قدمت على أساس أن الأمازيغ يؤسسون جمعية أمازيغية لتأطير الأمازيغ، ولما ظهرت صور أريد لها أن تبقى خفية، يجلس فيها بوضوح نائبان برلمانيان في الجمع العام التأسيسي لتلك الجمعية، قمنا بنشر ذلك، ولم يبدأ بعد الجدل حول تلك الصور حتى خرجت إعلانات لمنتدى حول الأمازيغية ينظمه هؤلاء بإسم حزب التجمع الوطني للأحرار، وكما يقولون في العجلة الندامة فما بالنا بمن يسرع في العتمة.
ما نلاحظه أن ما يحدث هي مبادرات مرتجلة تروم استغلال موجة حزب التجمع الوطني للأحرار وإمكانياته، ولكن لمصلحة من فنحن لا ندري، لن نحاكم نوايا أحد، ولكننا سنظل نتحدث من منطلق قناعاتنا بمرجعية الحركة الأمازيغية، التي تفيد باستقلالياتها عن الأحزاب.

ولإنهاء اللبس فما على البعض سوى الإنخراط مباشرة في صفوف أي حزب يريدونه، ويعملوا بوضوح وعلانية ولا يخفوا حقيقة أنشطتهم، ولا يخجلوا من نشر صورهم في ضيافة المتحزبين، لأن اللعب في الخفاء على حبل الحركة الأمازيغية وحبل حزب معين في نفس الوقت له عواقب سلبية، ومن يتذكر تجربة هؤلاء مع منظمة اتحاد شعوب شمال افريقيا سنة 2011، في ضيافة إلياس العماري، ستبدو له الأمور ضبابية جدا.

ونحن بالتأكيد نتمنى التوفيق لمن يستفيدون من المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والقناة الأمازيغية ويطمحون لعضوية المجلس الأعلى للغات والثقافة أو غيره، كما لا نلوم من يعملون بالمثل القائل “السفر هو ما يهم وليس الوجهة” وأقصد هنا بعض الذين لا يترددون في حزم حقائبهم كلما توفرت لهم تذكرة مجانية وإيواء في فندق دون أن يتساؤلوا عن الوجهة.

وفي الأخير ما أود التأكيد عليه هو أن الحركة الأمازيغية ما لم تسارع لتصحيح مسارها ستفقد قاعدتها المكونة أصلا من الشباب. هذا وللتوضيح فنحن لا نخون أحدا، ولا نتحامل ضد أي حزب، ولسنا ضد المشاركة السياسية، وإنما نؤكد على ضرورة أن تحافظ الحركة الأمازيغية على نفس المسافة مع جميع الأحزاب، وهذه المسافة لا توجد فيما نحن بصدد الحديث عنه، ما دام الجمع العام لتلك الجمعية حضر فيه برلمانيان وهما عضوان مؤسسان، وإن لم يدخلا المكتب فتشكيلته لا تخلوا من أعضاء في أحزاب بل مستشارين جماعيين وأحدهما مستشار جماعي عن الحزب الذي نظم منتدى الأمازيغية. ونتساءل هنا عمن يعاني ازدواجية الخطاب بل حتى ازدواجية الإنتماء الحزبي والجمعوي؟

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى