جهويات

تارودانت .. تاريخ عاصمة السعديين الذي أخرسه مشروع تأهيل المدن العتيقة

حقائق 24 _ أكادير 

يؤكد العديد من المهتمين والباحثين المحليين أن قرار عدم إدراج مدينة تارودانت ضمن “مشروع تأهيل المدن العتيقة”، إضافة إلى ما يشكله من تفويت فرصة إقلاع اقتصادي مهمة على الجهة، يحمل في ثناياه رسالة ضمنية بإقصاء جزء مهم من تاريخ منطقة سوس.

تاريخ ظل شاهدا على الدور الريادي لهذه الحاضرة العريقة في مسار المغرب ككل. بدءا بتمكن أمراء قبائل شتوكة وجزولة من تأسيس “تارودانت” كمركز سياسي وتجاري لقبائل سوس قبل دخول المسلمين إلى بلاد المغرب، مرورا بلحظة غزوها سنة 62 هجرية على يد عقبة بن نافع أثناء ولايته الثانية ثم دخول موسى بن نصير إليها أثناء ولايته التي امتدت ما بين 86 و89 هجرية. وصولا إلى معايشتها للأحداث التي رافقت تعيين والي الأمويين على المغرب عبيد الله بن الحبحاب سنة 114هـ لإبنه إسماعيل عاملا على منطقة سوس واتخاذه تارودانت مقرا لحكمه.

لكن مدينة تارودانت أبت إلا أن تكون دوما في صدارة المشهد السياسي للبلاد حين انتفض أهلها على عامل بني أمية وانضمامهم إلى الدولة البورغواطية ذات المذهب الخارجي الصفري. لتتحول فيما بعد إلى تبني المذهب الشيعي الرافضي بدعم من الفاطميين. وهو المذهب الذي ظلت تتبناه ولم يتم القضاء عليه إلا في فترة حكم المرابطين الذين بنوا الأسوار التاريخية لهذه المدينة العريقة.

واستمرت هذه الحاضرة في لعب أدوارها التاريخية مع الموحدين الذين انطلقت دولتهم من الجبال المحيطة بهذه المدينة، وبالضبط قرية “تينمل” التي تقع في أعالي جبال الأطلس الكبير في الطريق المتوجهة نحو مراكش مرورا بمعبر “تيزي ن تاست”. وبعد فترة من المد والجزر بين ساكنة هذه المدينة وخلفاء دولة “بني مرين”، ستقفز هذه الحاضرة مجددا إلى صدارة المشهد السياسي والاقتصادي مع الدولة السعدية، حيث اتخذها السلطان السعدي محمد الشيخ أولى عواصم هذه الدولة.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى