تحقيقات

الباعة الجائلون بمراكش.. أزمة مستمرة وحلول عاجزة

عمر داودي / مراكش

عاد الباعة الجائلون من جديد إلى احتلال مناطق بحي المسرة 1 بمراكش، بعد مدة طويلة من الكر والفر مع السلطات المحلية التي تلاحقهم وتطردهم في مناسبات عدة، إلا أن الأخيرة استسلمت للأمر الواقع تاركة المجال لهؤلاء الباعة لتحويل هذه المنطقة إلى سوق عشوائي يعرف اكتظاظا يشل حركة السير وفوضى وعربدة عارمة تتكرر بشكل يومي، مقابل الاكتفاء بحملات تمشيطية محتشمة دون البحث عن حلول ناجعة للحد من استفحال الظاهرة.

استفحال الظاهرة

النموذج هنا نستقيه من شارع الداخلة والأزقة المتفرعة منه،والتي تشهد استفحال الظاهرة وما يرافقها من إساءة وتشويه برونق وجمالية المدينة، ولا حتى بسكانها الذين يضطرون إلى السير في الشوارع العمومية المكتظة جنبا إلى جنب مع وسائل النقل من سيارات وحافلات، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من حوادث سير خطيرة قد تتسبب في حصد أرواح الأبرياء.

وأمام هذا الوضع فقد وجدت الساكنة نفسها محاصرة بالعربات و”الكراريس” من كل جانب، الى جانب أكوام النفايات التي يتركها خلفهم هؤلاء الباعة مع نهاية اليوم والتي تزكم الأنفاس، ويتعالى معها أصوات الباعة الذين يعرضون بسخاء أنواعا مختلفة من السلع التي لا تخضع لأدنى مراقبة صحية.

وقد عبر العديد من ساكنة المسيرة 1 وأرباب المحلات التجارية عن استياءهم العميق من تنامي هذه الظاهرة وما يصاحبها منظواهر أخرى أخطر، مثل السرقة حيث يتم استغلال الوضع ويتم التربص بالمواطنين الذين يقفون عند هؤلاء الباعة، واصطياد الفرص للسرقة وانتشال الهواتف، إضافة إلى التحرش بالنساء.

الساكنة تستغيث..

في ظل هذا المشكل الذي لا تلوح أية بوادر لحله من طرف السلطات المعنية التي تكتفي بحلول ترقيعية دون البحث عن حلول جدرية للقضاء على هذه الظاهرة، وإيجاد حلول مناسبة سواء للباعة الجائلين ولمصلحة الساكنة على حد سواء، وجه العديد من الساكنة شكاياتهم للسلطات المحلية من أجل وضع حد لهذا الخطر المحدق بهم ومحاربة شتى مظاهر الفوضى والاجرام واحتلال الملك العام.

وحسب شكايات الساكنة فان هؤلاء الباعة يخلقون حالة من الفوضى ويتسببون في اختناق الشارع، الى جانب العديد من المشاكل والكلام الفاحش من سب وشتم، هذا بالإضافة الى النفايات التي أصبح الأزقة غارقة فيها، وعبرت الساكنة عن تذمرهم من سلوك الباعة المتجولين الذين يتسببون في اعتداءات متكررة، كما أنهم حولوا المكان الى وكر لتعاطي المخدرات والخمور مع بعض الخارجين عن القانون.

حملات تمشيطية محتشمة

ودفعت الشكايات التي تقدمت بها الساكنة السلطات المحلية بالملحقة الادارية المسيرة الاولى، إلى شن حملة تمشيطية واسعة استهدفت الباعة الجائلين واحتلال الملك العمومي.

وشارك في الحملة كل من السلطات المحلية واعوان السلطة والقوات المساعدة للملحقتين الإداريتين المسيرة 1 و2، بشارع الداخلة (لاحباس) وقرب مسجد تحيحيث، ومازالت الحملة مستمرة على الباعة الجائلين لتحرير الملك العمومي.

مطاردات وغياب حلول ناجعة

حملات المطاردة والمضايقات التي تستهدف الباعة المتجولينمن قبل السلطات المحلية والأجهزة الأمنية تلحق بالباعة خسائر وأضرارا مادية بالغة على مستوى المداخيل المتدهورة أصلا خاصة أن ممتهني هذه الأنشطة هم في الغالب شبان عاطلون يمتهنون التجارة بشكل متقطع لمواجهة العطالة.

وأمام معطى فشل المطاردات ولعبة القط والفأر بين الباعة والسلطات، والتي تبقى -المطاردات- تحركات ظرفية لا يمكن أن تحل مشكلة معقدة كهذه، صار من الضروري اليوم مواكبة الإشكالية بحلول جذرية للقضاء على هذه الظاهرة وتقديم حلول بديلة تخدم مصالح الساكنة والملك العام من جهة ومساعدة الباعة دون تحميلهم أضرار أو خسائر قد تأثر على مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم.

 

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى