سياسة

تفاصيل مسيرة مجهولة النسب تنكر لها الجميع وسخر منها الفايسبوكيون

img_5317-620x413

 

فرح الباز

 
بدون ترتيبات مسبقة أو تعبئة واسعة، أو حتى جهة تعلن تبنيها لها، خرجت اليوم الأحد (18 شتنبر) في الدار البيضاء، مسيرة “ضد “أخونة الدولة”، عرفت، حسب تقارير إعلامية، مشاركة حوالي 1500 شخص، رفعوا شعارات تندد بـ”أخونة الدولة” و”أسلمة المجتمع المغربي”، وتطالب برحيل رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران.

دعوات مجهولة المصدر
قبل يوم واحد من تنظيم المسيرة، انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي دعوات للمشاركة في “مسيرة وطنية في الدار البيضاء ضد أخونة المجتمع والدولة”. أصحاب هذه الدعوة أحدثوا صفحة على موقع فايس بوك، يوضحون فيها أنها مسيرة ضد حزب العدالة والتنمية وضد أمينه العام، عبد الإله ابن كيران.
الداعون إلى المسيرة طالبوا بمحاربة من أسموهم “تجار الدين”، وبالاتحاد ضد “تحكم أصحاب 20 في المائة من الأصوات في مصير 80 في المائة من الناخبين”، ومن أجل إلغاء قرارات حكومة ابن كيران.

ابن كيران طالب بالتجاهل
ساعات بعد تداول نداء مسيرة “ضد أخونة الدولة”، خرج عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبر توجيه نشره الموقع الإلكتروني لحزبه، للرد على هذه الدعوة مجهولة المصدر.
وجاء في توجيه ابن كيران: “يروج على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي نداء صادر عن بعض الجهات يدعو لمسيرة وطنية في الدار البيضاء، يوم غد الأحد (18 شتنبر)، ضد ما سماه النداء أخونة الدولة والمجتمع، ضد حزب العدالة والتنمية، ضد ابن كيران، والغريب في الأمر أن هذا النداء يحظى بدعم وتوجيه وتعبئة وتجييش من بعض الجهات المفروض فيها الحياد”.
وأضاف ابن كيران: “ولهذه الغاية فإن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران يوجه الإخوة والأخوات أعضاء الحزب ومتعاطفيه إلى تجاهل هذه المسيرة وعدم إعطائها أي أهمية والتعامل معها كأنها لم ولن تكون”.

الرميد غاضب
مع حلول الساعة الساعة 11 من صباح اليوم الأحد، تقاطر عدد من المواطنين المغاربة على شارع محمد السادس (على مستوى شارع الفداء)، في الدار البيضاء، للمشاركة في المسيرة “الرافضة لأخونة الدولة”، ليصدر بعد ذلك بساعات أول رد فعل “رسمي” على هذه المسيرة.
وزير العدل والحريات، المصطفى الرميد، خرج عبر صفحته الرسمية على فايس بوك، ليعلن أنه “لا يستشار ولا يقرر” في الانتخابات المقبلة.
وكتب الرميد، في تدوينته التي عنونها بـ”إعلان عام”: “خلال الانتخابات الجماعية السابقة كان وزير العدل والحريات يقرر مع وزير الداخلية في كل ما يتعلق بالشأن الانتخابي… حاليا على بعد 3 أسابيع من انتخابات 7 أكتوبر تقع عجائب وغرائب…!!!”.
وأضاف: “وزير العدل والحريات لا يستشار ولا يقرر في شأن ذلك، مما يعني أن أي رداءة أو نكوص أو تجاوز أو انحراف لا يمكن أن يكون مسؤولا عنها”.

حصاد وسوء الفهم
لم يتأخر كثيرا رد وزير الداخلية على تصريحات وزير العدل المصطفى الرميد، الذي أعلن في تصريح لموقع “هيسبريس”، أن “الأمر مرتبط بسوء فهم من طرف الرميد”.
وقال حصاد إن “نطاق اللجنة المركزية لتتبع الانتخابات، التي أشتغل فيها مع وزير العدل والحريات، عرف دوما أداءً يسِمه الاحترام التام، سواء من جهتي أو من جهته، ودائما ما وجدنا حلولا للمشاكل التي طرحت في الانتخابات الجماعية والجهوية، أو تلك التي تطرح خلال الإعداد للانتخابات النيابية المقبلة.
واعتبر وزير الداخليّة أن ما أعلنه الرميد يرتبط بـ”سوء فهم يخص المسيرة التي عرفتها، اليوم الأحد، شوارع مدينة الدار البيضاء”، مضيفا أن “الرميد آخذ عليّ، وعلى وزارة الداخلية، ما اعتبره وجودا ليد إدارتنا في هذه التظاهرة، وأني لم أستشر معه بخصوص الترخيص للاحتجاج من عدمه”.
المسؤول الحكومي شدّد على أن “الدعوة إلى هذا الاحتجاج استهلت، أول أمس الجمعة، من خلال موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، واستمرّ ذلك، أمس السبت، ولم تتوصل وزارة الداخلية بأي طلب رسمي للترخيص”.
واسترسل: “أقدمت وزارة الداخلية، بمجرّد علمها بهذا التحرّك الاحتجاجيّ، على التشاور مع كل المصالح الأمنيّة”.
وأكمل حصاد: “كان توافق الجميع على أن هذه المرحلة السابقة للانتخابات التشريعيّة لا تسمح بمنع تظاهرة بهذا الشكل، لتفادي وقوع انفلاتات، فتم الوصول إلى قرار بعدم الترخيص للتظاهرة، باعتبار وزارة الداخلية لم تتوصل بأي طلب يهم ذلك، وكذا عدم منعها؛ لما يتطلبه ذلك من توفير حزمة إمكانيات أمنيّة للتصدّي، وهو ما لم نرغب في اللجوء إليه”.
وأكد حصاد أنه ربط الاتصال مع وزير العدل والحريات فور تسجيل موقفه من خلال الفايس بوك، ليعرب له عن أمله بأن يكون سوء التفاهم المذكور مرحلة عابرة، وعن يقينه في الاشتغال سويا في نطاق تعليمات الملك محمد السادس التي أعطاها لهذه اللجنة الحكوميّة كي تسهر على ما تبقّى من المسلسل الانتخابي بالمملكة”.

البام لا علم له
ساعات بعد الجدل واتهام حزب الأصالة والمعاصرة بتجييش الشارع، خرج الناطق الرسمي باسم حزب الجرار، خالد أدنون، عن صمته، وقال إن الحزب لم يتلق أي دعوة للمشاركة، من أية جهة كيفما كانت، في مسيرة الدار البيضاء، كما لم يوجه الدعوة إلى أي كان للمشاركة أو عدمها.
وأضاف الناطق الرسمي باسم حزب الأصالة والمعاصرة أن الأخير يجدد، بالمناسبة، التأكيد على أنه مع ويدافع على حرية الرأي والتعبير متى احترمت الضوابط والقوانين الجاري بها العمل.

سخرية في فايس بوك
أما على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، فبمجرد تداول صور وفيديوهات المسيرة “مجهولة النسب”، حتى اجتاحت موجة سخرية الفضاء الأزرق، خصوصا بعد التصريحات التي تم استقاؤها من مجموعة من المشاركين في المسيرة، والتي كشفت أن العديد منهم لا يعلم دوافع المسيرة أو الجهة الداعية إليها.
وفي المقابل، تعالت أصوات منادية “بالتحلي بالحكمة وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الانتخابوية الضيقة”.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى