سياسة

قيادي سابق بالبيجيدي يؤلف كتابا عن إعترافات وكواليس مثيرة للحزب

حقائق24  . عزيز حاكمي
كتاب “الذئاب الملتحية الخديعة الكبرى”للحسن كرام عبارة عن سيرة ذاتية لا تتوخى تحليلا تنظيريا، إنما هي صرخة لذات مكلومة ومجروحة تسرد تفاصيل احداث عاشها الكاتب عن قرب بحزب العدالة والتنمية وساهم في بلورة تجربته في الظل كما يعلن على ذلك الكاتب من الأول.
كانت بدايته مع حزب المصباح سنة 1997 بداية أقدم عليها لجاذبية صورة الحزب وبراءة خطابه واعتقادا منه أن المصباح الذي سينير طريقه بعيدا عن ظلمة الأحزاب الأخرى وسراديب انتهازيها القاتمة وضعه وسط كهف مظلم عاد منه مكسورة الذات والوجدان.
في الأول كانت اللقاءات عبارة عن حضور أنشطة الحزب والتعرف على بعض الكوادر والقيادات حتى مطلع 2002.حيث سيؤدي الكاتب واجب الانخراط بعد تزكية كل من سليمان العمراني واحمد جودار. ساهم الكاتب على حد قوله في تجربة الحزب ميدانيا وتفانى في العمل تنظيرا وممارسة حد نكران الذات يقول الكاتب “غالبا ما كنت في العديد من المحطات والملفات والمناسبات داخل الحزب ما أقوم بدور المنظر والمحلل…”ص62 .
فبالإضافة إلى أنه من وضع هندسة التواصل الداخلي، وعمل على ادراج التقنية التكنولوجيا للمعلومات لدراسة واقع الدائرة الانتخابية، فكان من وراء نجاح مجموعة من القيادات الحزبية كمصطفى الحيا 2003 في الانتخابات الجزئية وسعد الدين العثماني 2007 في الانتخابات البرلمانية. لدائرة الحي الحسني.
قام أيضا لحسن كرام بإعداد برنامج الحزب المتعلق بالسياحة في جهة الدار البيضاء و تأسيس لجنة الرياضة التي استغلها سعد الدين العتماني في حملته الانتخابية 2007، كل هذا وما لزمه من جهد كان على حساب وقته المهني والاسري، فما كان للحزب إلا أن ادار ظهره و تنصل من عطاءاته كحبة برتقال بعد عصرها.

PJD

يسترجع الكاتب تلك المواقف كومضات بكثير من المرارة يفيض بها قلمه وتملأ بياض أوراقه، إذ يقول “وفهمت أن العدالة والتنمية ليس هو ذلك المشروع الذي يضلل به المغاربة خصوصا الشباب وإنما هو حزب تكدس فيه الثعابين والذئاب الملتحية” ص72 .وعن ديمقراطية الحزب الداخلية يعتبرها الكاتب أكبر كذبة تساق وواقع الحال يثبت عكس ذلك من خلال معاينة ملموسة تسرب فيها إلى عمق الحزب وأليات اشتغاله فحزب المصباح لا يختلف عن باقي الأحزاب الأخرى هناك التسلط التنظيمي والتعتيم والكولسة إلى ما نعرفه اليوم من الامراض المزمنة للأحزاب يقول لحسن في هذا الصدد. “إنها ديمقراطية داخلية موجهة بأساليب مختلفة تتحكم فيها حركة التوحيد والإصلاح”.ص145
هذه الخلاصات لا يقدمها الكاتب كصور نظرية إنما كخلاصات من واقع الممارسة المباشرة ولوقائع عاشها داخل الحزب. كما ركز الكاتب على الدور المحوري لحركة التوحيد والإصلاح إذ يعتبرها الكل في الكل فمنها يصدر القرار واليها يعود، أما الحزب وألياته فهي أدرع فقط للحركة قصد الاستقطاب، التي يعدد اوجهه واشكاله مستعملين الدين والاخلاق وفلسطين يقول الكاتب: “يزج بك في الأجواء العامة والثقافة الخاصة بالإخوانية بشكل مباشر يشعرونك أنك مهم وقانونيا وتنظيميا انت لا شيء، لا حق لك في السؤال ومعرفة الأمور التنظيمية” ص50
كل شيء إنقطع وما عاد شيء يجمع بين الكاتب وحزب العدالة والتنمية إلا إتفاقه على أن الإسلام هو الحل لهذه الامة للخروج من تخلفها من خلال قراءاته المتعددة لتاريخ الفكر الإسلامي والإنساني لكنه اسلام منفتح على القيم الإنسانية.

 

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

تعليق واحد

اترك رداً على محمد السعيدي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى