مزراري : الأجهزة الأمنية المغربية تقتـ ـل الثعبان في البيضة

حسن إهوم / حقائق 24

في حوار على قناة DW عربية حول استراتيجية المغرب لمحاربة الإرهاب، أوضح الكاتب الصحفي عبدالله مزراري أنه عند تناول هذه المحاولات الإرهابية يجب أولاً التفصيل بين أسلوبين أو عنصرين في ممارسة الأعمال الارهابية في المنطقة سواء في افريقيا أو الساحل أو حتى على الصعيد العالمي بصفة عامة.هناك سلوك الجماعات الإرهابية المنظمة بقيادة قياديين أمراء وتحت إشراف قياديين متطرفين، على اختلاف مشاربها وتنوع توجهاتها الإرهابية.وهناك سلوك آخر و ممارسة اخرى للجماعات الإرهابية أو للأفراد الارهابيين الذين يشكلون مبادرات معزولة (ما يسمى قتال الذئاب المنفردة).

و بالنسبة للحالات االمغربية هناك أفراد و أشخاص و محاولات ارهابية بشكل أو باخر هم مرتبطون بتنظيمات ارهابية   كما هو الحال في حالة العملية الأخيرة التي تصدت لها القوى المنية المغربية بضربة استبقاية يوم الأحد الماضي بمدينة حد السوالم.

و اكد المتحدث أن هذه الممارسات لا ترقى إلى الدعم الإرهابي المنظم في المناطق الاخرى، أضف إلى ذلك أن اعتبارات اكثر من امنية استطاع المغرب ان يحاصر هذه الظاهرة من عدة زوايا منذ العملية الإرهابية التي ضربت مدينة الدارالبيضاء في 16 ماي 2003 و بالتالي صارت هناك مجموعة من الإجراءات التي اتخذها المغرب على المستوى الامني و على مستوى السياسة الجنائية و العلاقات و الاتفاقات الدولية مع مجموعة من الدول ، كذلك حتى على المستوى الاقتصادي والاجتماعي كما لا يجب أن ننسى انه طيلة هذه الفترة خاض المغرب معركة على المستوى الفكري و الثقافي و إعادة التأهيل الديني، لأن هذه الظاهرة لا يمكن فقط ان يقوم بتجفيف منابعها بالطريقة الأمنية فقط .

و أضاف مزراري ،أن هذه العمليات هي معزولة و في إطار التنظيم، و محاولات تكاد تكون فردية في إطار عناصر عائلات متقاربة أو أفراد متقاربين الخيط الرابط الوحيد بينهم و بين التنظيمات الارهابية هو الولاء الفكري فقط. و حسب التقارير التي صدرت عن المكتب المركزي للأبحاث القضائية ان هذه التنظيمات قدمت في فترة سابقة البيعة لداعش.

علاقة بالوضع المادي و الاقتصادي أكد أن هذه الامور تم التصدي لها في إطار سياسة جنائية و كذلك مقاربات اقتصادية و ايضا مقاربات دينية حيث جرى التأهيل على عدة مستويات منذ 2003 الى اليوم .

و قال إن استقطاب العناصر الإرهابية لم يعد يعتمد على الهشاشة الاقتصادية أو الاجتماعية أو شئ من هذا القبيل ، و أن في عمليات الاستقطاب الارهابي تجاوزنا مرحلة الفكر الديني و أصبحنا نعتمد على بعض العلاقات الأسريه التي يمارس من خلالها المستقطِب ضغوط نفسية واجتماعية اكثر و هذا ع ذل على شىء إنما يؤكد ضيق الدائرة الانتشار الإرهابي عكس ما يمكن ان نعتقد انه طفرة او نقلة نوعية ، لانه لم يعد بإمكانه ان ينتشر خارج الدوائر الضيقة التي وصلت حتى مفهوم الأسرة الذي هو خلية المجتمع ، أو فلان يعرف فلان الى غيره.

و أضاف أنه كان هناك مجموعة من المقاتلين من مجموعة من الجنسيات من الدول العربية و أوروبا و حتى من أمريكا و أمريكا اللاتينية و شرق آسيا ، هؤلاء العناصر الآن هم مجبرون بشكل أو بآخر العودة إلى أوطانهم و على وضع السلاح و هذا ما أعتقد بأنه على كل الدول و كل الأجهزة الأمنية و الاستخبارات الداخلية و الخارجية أن تنظر إليه بعين اهتمام و تسلط الضوء عليه بشكل أكبر حتى نتفادى ما نسميه بعودة الطفرة الإرهابية في بعض المناطق.

و من جهة أخرى قال وبكل ثقة . بالنسبة للمغرب الأجهزة الأمنية المغربية لديها من الكفاءات ما تستطيع أن تقوم به لضحد هذه العمليات و القبض على العناصر و مراقبتها أو حتى احتواءها، نحن نلاحظ بان النظرية التي يتبعها الأمن المغربي في محاصرة الظاهرة الإرهابية هو قتل الثعبان في البيضة، وهذا ما يحصل فعلا هناك أجهزة جد متطورة و وسائل متقدمة و استباقية تتبعها الأجهزة الأمنية بفرعيها الداخلي و الخارجي ، ولا استبعد فعلا أن يكون هناك تعاون وثيق بين الأجهزة الأمنية المغربية و أجهزة الدول الأخرى لان هذا الدور لا يمكن لبلد واحد ان يتصدى لها ولا ننسى كذلك ان للمغرب تدخلات بألمانيا و اسبانيا و العديد من الدول و هناك تعاون وثيق بين الأجهزة الأمنية المغربية و أجهزة هذه الدول.

وفي الاخير قال مزراري ان مسئلة التوقيت تعتبر عادية لانها سبق و ان حدثت في مناسبات كثيرة إذ كانت هناك تصديات بضربات استباقية لعمليات ممماثلة و ما يؤكد هذا العمل هو قوة الجهاز الأمني المغربي و هو العنوان الأبرز لهذه المحاولات.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *