إلهام التازي : صوت الغيورين على بوزنيقة في مواجهة الإهمال والفساد

في قلب مدينة بوزنيقة، التي تبدو وكأن الزمن توقف عندها منذ سبعينيات القرن الماضي، ترفع السيدة إلهام العويني، الملقبة بـ”إلهام التازي”، صوتها عاليًا ضد الإهمال والفساد الذي تعانيه مدينتها. عبر تدويناتها على وسائل التواصل الاجتماعي، تسلط إلهام الضوء على معاناة سكان بوزنيقة من نقص الخدمات الأساسية، من محطات القطار المتداعية إلى وسائل النقل العام المتهالكة، مرورًا بغياب المستوصفات الصحية والأسواق النموذجية التي ظلت مغلقة منذ أكثر من عام ونصف.

وتصف إلهام المدينة بأنها “مهمشة ومحرومة من كل شيء”، حيث تنتشر العشوائية في الأحياء، وتتحول الحدائق إلى أماكن مهجورة ومخربة، بينما تعاني الطرق من سوء الصيانة. كما تشير إلى مشكلة احتلال الملك العام البحري والعمومي، مما يزيد من معاناة الساكنة الذين يعيشون في ظل أوضاع متردية منذ عقود.

رغم تغيير الرئيس السابق للجماعة المحلية بتهم الفساد، إلا أن إلهام تؤكد أن المدينة ما زالت تدفع ثمن تلك الإدارة الفاسدة. وتطالب بإصلاحات حقيقية وتنمية شاملة تعيد لبوزنيقة حيويتها وتلبي طموحات سكانها في التقدم والرفاهية.

 نزاع بطعم الشطط

لكن معاناة إلهام لم تقتصر على الإهمال العام، بل امتدت إلى مواجهة شخصية مع أحد المستشارين المحليين الذي يسكن في نفس المبنى الذي تقطن فيه. بدأت المشكلة في غشت الماضي، عندما تسبب عطب في مرحاض المستشار في تسرب مياه الصرف الصحي إلى شقة إلهام، مما أدى إلى أضرار مادية ومعنوية. رغم تنبيهها وزوجها للمستشار مرارًا وتكرارًا، إلا أنه رفض إصلاح العطب، بل ورفض حتى دخول السباك الذي أحضره زوجها لإصلاح المشكلة.

تصاعدت الأزمة عندما سقط جزء من السقف في شقة إلهام بسبب استمرار التسرب، مما دفعها إلى تقديم شكوى لدى وكيل الملك. لكن المستشار، الذي يدعي أنه “فوق القانون” حسب قول إلهام، لم يتوقف عند ذلك، بل قام بتهديدها وتهييج زوجها في حادثة أخرى، بل وحاول الاعتداء عليها جسديًا.

نداء إلى السلطات

في محاولة منها لكشف الحقيقة، نشرت إلهام فيديوهات توضح الأضرار التي تعرضت لها بسبب إهمال المستشار، دون أن تذكر اسمه. عبر منشوراتها، تناشد إلهام عامل إقليم بن سليمان، ووالي جهة الدار البيضاء الكبرى، وكل من له سلطة في البلاد، للتدخل العاجل وإنصافها وإنقاذ مدينة بوزنيقة من الإهمال والفساد.

وتوجه إلهام رسالة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وإلى وزير الداخلية، وإلى جميع المسؤولين في البلاد، مطالبة بالتحقيق في ما تعرضت له من إهانات وتهديدات، ومطالبة بتحقيق العدالة لها وللمدينة التي تعاني منذ سنوات.

صمت ملغوم

تساءلت إلهام عن دور المستشارين الذين يفترض أن يكونوا صوتًا للسكان وحاملي قضاياهم، لكنها وجدت بعضهم منهمكين في صراعات شخصية بدلًا من العمل على تطوير المدينة. وتطالب بتحقيق شفاف في أداء المستشارين الذين يفترض أن يكونوا في خدمة المجتمع، وليسوا فوق القانون. لتبقى رسالتها واضحة : كفى من الإهمال، وكفى من الفساد، حان وقت التغيير.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *