مجتمع

تخفيضات … طرد الجن بـ 30 ألف درهم

ينافس الرقاة الشرعيون، في المغرب، أشهر أطباء العالم، فخبرتهم العلمية ومصحاتهم الفريدة فتحت أمام البشرية أمل العلاج من كل الأمراض المستعصية، واختراعاتهم “الطبية” ستقيهم من كل أنواع الأوبئة.

لم يستطع أحد الرقاة الشرعيين كتم سعادته بافتتاح مركز للعلاج أمام العموم، ونشر إعلانا بمواقع التواصل الاجتماعي يكشف عن خدماته المتميزة، وقال في منشور دعائي: “إن علاج المرضى مضمون مائة في المائة”، حينها تهافت عليه المرضى فاقدو الأمل، عله يخلصهم من أوجاعهم وآلامهم النفسية والجسدية.

أطلق الراقي على نفسه اسم “الشريف محمد البقالي”، ومنح لقب “أبو هدهدة”، وسمى مصحته الجديدة “مركز النور العلاجي”، وأعلن أنه يضمن “خدمات عالية الجودة بأثمنة مناسبة”، بأسلوب إقناع تفوق فيه على كل أساتذة التواصل.

“يُخرج” الراقي الشهير “أبو هدهدة” في “مركز النور العلاجي”، كما نشر في صفحته، “الجن من أجساد الإنس”، ولأنها مهمة صعبة فإن لائحة الأسعار التي حددها تتراوح بين عشرة آلاف درهم و30 ألفا، حسب “نوع الجن وخصائصه، وفي حالة الجن المقرون والمربوط بالسحر، يستوجب على المريض إضافة مبلغ فك السحر عن الجني بحوالي خمسة آلاف درهم”، فربما لا يتوفر الجن على السيولة المالية لفك السحر عنه.

وأعلن “أبو هدهدة”، لطرد عين الحسود عن مركزه، الفريد أن “هذه الأموال تذهب إلى خزينة المركز، ومن كان فقيرا لا يملك ثمن الخدمة، فإنه يتكفل به مجانا”، مكررا أن “نسبة النجاح في عملية إخراج الجن وفك السحر مضمونة 100 في المائة”.

لم يأبه “أبو هدهدة” الواثق من تفوقه على الجن، من سخرية المعلقين بصفحته على “فيسبوك”، إذ قال أحدهم إن 30 ألف درهم تمكن المريض من السفر إلى تركيا، حينها “يعطيك الجن تيساع”، وتحدث آخر أنه موجه، أساسا، إلى الأشقاء العرب الأغنياء، أما ثالث فقد تنبأ أن يتم تعيين “أبو هدهدة”، مستقبلا، وزيرا للرقية الشرعية والجن.

ولا يشمل العلاج من الجن اقتناء الأدوية النفيسة من صيدلية المركز، فالثمن مرشح للارتفاع، في حال اقتناء ماء مصدره كوكب المريخ، وزيت حصل عليها الراقي من حمم بركان إيسلندي، أما العسل، فهو لنحل منقرض لايوجد إلا زوجان منه في مخبرات المركز»العلمية».

ولأنه لا حدود للشعوذة، فلن يحتاج الراقي الشهير، سوى إلى عقد اتفاقية مع شركات للتأمين لتعويض مرضى»الجن» وأدويته النادرة، وتقديم الطلب إلى وزارة الصحة لمنحه تراخيص تشييد مراكز أخرى في المدن، وتعميم التجربة في دول العالم، فربما يلتقي بـ»عالم» مصري، أعلن في تلفزيونات العالم عن اكتشاف دواء للسرطان وكل فيروسات الكبد، عبارة عن»أصبع من الكفتة»، ويوقعان اتفاقية توأمة حول الشعوذة والنصب والاحتيال.

خالد العطاوي

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى