الغموض يلف وفـ ـاة طفل بمستشفى الصويرة

حقائق 24

في قصة مؤلمة تفضح خللًا مؤسسيًّا صارخًا، فقد الأب أحمد بوحسون ابنه محمد البالغ من العمر 11 عامًا بعد سلسلة من الإخفاقات الطبية والإهمال الذي لا يمكن تبريره. رواية الأب، التي نقلها بتفاصيل دقيقة ومؤثرة، تكشف عن معاناة عائلة واجهت الإهمال والتقصير في مستشفى الصويرة الإقليمي، مما أدى إلى وفاة طفل كان يتمتع بصحة جيدة قبل أيام قليلة من وفاته.

في يوم 20 يناير 2025، سقط الطفل محمد من دراجته الهوائية أمام منزله بمنطقة إدا وعزا إقليم الصويرة. لم تظهر عليه إصابات خطيرة في البداية، وعاد إلى مدرسته كالمعتاد دون شكوى. لكن بعد ثلاثة أيام، شعر بآلام شديدة، مما دفع والده إلى نقله إلى المستشفى. هناك، تم إجراء فحص بالرنين المغناطيسي، وتم إعطاء الطفل بعض الأدوية البسيطة مع طلب إعادته إلى المنزل.

روى الأب أحمد بوحسون تفاصيل الأيام التي تلت عودة ابنه إلى المنزل، حيث تفاقمت حالته بشكل كبير. بعد ثلاثة أيام من المعاناة، اضطر الأب إلى إعادة ابنه إلى المستشفى. هذه المرة، تم إجراء فحص بالمسح الضوئي (السكانير)، لكن النتائج لم تُقرأ من قبل أي طبيب، بحجة أن الطبيبة المسؤولة غير موجودة.

في تفاصيل صادمة، انتفخت أطراف الطفل وأصبحت مليئة بالقيح، حيث كان يتلقى أربع حقن يوميًا دون أي رعاية كافية. الممرضات كن يقمن بتنظيف الجروح تحت صراخ الطفل الذي فقد الوعي مرتين تقريبًا. الأب أكد أن الطبيبة المسؤولة كانت غائبة معظم الوقت، ولم تظهر إلا مرة واحدة خلال 15 يومًا. وحتى عندما حضرت، كانت تشخص حالته من بعيد دون الاقتراب منه أو تقديم أي علاج فعال.

في اليوم الأخير قبل وفاته، كان أحمد يتحدث مع والده بشكل طبيعي، ولم تكن هناك أي علامات على أن نهايته قريبة. لكن المفاجأة كانت صادمة عندما تم إخبار الأب بأن ابنه تم نقله إلى قسم الإنعاش بعد أن اختنق، ليفارق الحياة بعد لحظات. الأب أحمد، الذي كان ينتظر خارج باب الإنعاش، تلقى الخبر بذهول وألم شديدين.

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في مستشفى الصويرة الإقليمي، الذي يعاني من نقص حاد في الخدمات الطبية والرعاية الصحية. العديد من المواطنين يشكون من سوء الخدمات، وغياب الأطباء، وعدم توفر المستلزمات الأساسية. هذه الحادثة تكشف عن خلل كبير في إدارة المستشفى، مما يجعلها غير قادرة على تقديم الخدمات الصحية اللازمة للمرضى.

وجه الأب أحمد بوحسون نداءً عاجلاً إلى جلالة الملك ووزير الصحة ومسؤولي المستشفى الإقليمي بالصويرة، مطالبًا بتحقيق عاجل في وفاة ابنه ورد الاعتبار له. وقال بوحسون: “ابني لم يكن يعاني من أي مرض، وكان بإمكانه أن يعيش لو تلقى الرعاية الطبية اللازمة في الوقت المناسب. الإهمال الذي تعرض له هو السبب في وفاته”.

حتى الآن، لم تصدر إدارة المستشفى الإقليمي أي بيان رسمي يوضح أسباب وفاة الطفل. المعلومات المتاحة حتى الآن هي رواية الأب فقط، والتي تكشف عن إهمال طبي فادح وتقصير كبير في تقديم الرعاية الصحية. الرأي العام ينتظر بقلب مفتوح ردًا رسميًا من المستشفى يوضح تفاصيل الحادثة والأسباب الحقيقية وراء الوفاة.

هذه الحادثة ليست مجرد قصة فردية، بل هي صرخة مدوية تعكس أوجه القصور في النظام الصحي. كيف يمكن لمستشفى إقليمي أن يصل إلى هذا المستوى من الإهمال؟ أين كانت الطبيبة المسؤولة طوال 15 يومًا؟ ولماذا لم يتم قراءة نتائج الفحوصات في الوقت المناسب؟ هذه الأسئلة وغيرها تنتظر إجابات واضحة من الجهات المعنية.

روح الطفل الطاهرة لم تغب بعد، فهي تنتظر العدالة التي ستكون درسًا لكل من يتهاون في أداء واجبه الطبي والإنساني. على السلطات المعنية أن تتحرك بسرعة لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي، وأن تقدم العدالة لعائلة فقدت فلذة كبدها بسبب تقصير لا يمكن تبريره. هذه ليست مجرد قضية فردية، بل هي قضية وطنية تمس كرامة الإنسان وحقه في الحياة.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *