كرة القدم بجهة فاس مكناس تحتضر .. فهل من منقذ؟

في إطار حرصي الشخصي كفاعل مدني ورياضي مهتم بكرة القدم بجهة فاس مكناس، وحرصًا مني على النهوض بكرة القدم على المستوى الجهوي والوطني، أرفع إليكم هذه الرسالة لتنبيهكم إلى الوضعية المتأزمة التي تعيشها عصبة فاس مكناس لكرة القدم، والتي بلغت درجة من التدهور غير المقبولة، مما انعكس سلبًا على الفرق الرياضية ومجمل المشهد الكروي بالجهة.

لقد بات واضحًا أن هناك صراعًا محمومًا حول المناصب داخل العصبة، في حين تغيب الحلول الحقيقية للنهوض بكرة القدم الجهوية. هذه الصراعات والتجاذبات لم تنتج عنها سوى تعميق الأزمة وإضعاف الممارسة الكروية، بدل توجيه الجهود نحو التطوير والتأهيل، خاصة وأن جهة فاس مكناس ستكون من بين المستضيفين لفعاليات كأس إفريقيا للأمم 2025.

إن ما تعانيه العصبة من مشاكل واختلالات، إضافة إلى غياب رؤية واضحة للإصلاح والتطوير، جعل المشهد الكروي بالجهة غارقًا في الفوضى والعشوائية. فالأندية تعاني، والتدبير يسوده الارتجال، والممارسة الكروية في أدنى مستوياتها، ناهيك عن غياب الدعم الحقيقي للمواهب الصاعدة والبنيات التحتية المناسبة.

كرة القدم بجهة فاس مكناس تحتضر.. فهل من منقذ؟

لقد سئمنا من تبديل الوجوه دون تغيير الواقع! لا يمكن أن ننتظر تطوير كرة القدم الجهوية بلائحة تحمل نفس العيوب ونفس الأسماء التي كانت جزءًا من الفشل في السابق. التغيير الحقيقي لا يكون فقط بتغيير الأشخاص، بل بتغيير العقليات، والرؤية، ونهج التدبير.

اليوم، أمامنا لائحتان متنافستان، لكن هل إحداهما قادرة حقًا على إحداث الفرق؟ للأسف لا. فعندما نجد بين الأسماء من له سجل سيئ في تسيير كرة القدم سابقًا، ومن لا يملك الحد الأدنى من الكفاءة، ومن دخل اللعبة دون أي تجربة تُذكر، ندرك أن المستقبل لا يبشر بخير. نعم، هناك قلة من الكفاءات نحترمها، لكنها وحدها لا تكفي لإنقاذ منظومة كرة القدم من مستنقع التسيير العشوائي والمحسوبية.

إذا كنا نطمح إلى إعادة أمجاد الكرة بجهة فاس مكناس، فلا بد من وقفة صادقة! لا بد من لائحة منسجمة، قوامها الكفاءة والخبرة، لا المصالح والترضيات. كرة القدم ليست غنيمة يتقاسمها الباحثون عن المناصب، بل مسؤولية أمام الجماهير، وأمام تاريخٍ نريده أن يُكتب بمداد النجاح لا الإخفاق.

بناءً عليه، أطلب منكم التدخل العاجل لإيقاف هذا العبث من خلال:

1. تعيين لجنة مؤقتة تحت إشرافكم المباشر، تتولى تدبير شؤون العصبة إلى حين إعادة هيكلة المكتب المسير وفق معايير الكفاءة والشفافية.
2. إعادة تقييم الوضع الحالي لعصبة فاس مكناس لكرة القدم، مع وضع خطة واضحة لإصلاح الخلل القائم.
3. العمل على اختيار كفاءات رياضية حقيقية لقيادة العصبة، بعيدًا عن الحسابات الشخصية والصراعات التي أضرت بالرياضة الجهوية.

إنني أؤكد رفضي المطلق لهذا الوضع الذي يسيء لصورة الكرة الجهوية، وأطالب بإجراءات فورية وصارمة لوقف النزيف. الكرة بجهة فاس مكناس بحاجة إلى إدارة نزيهة، قادرة على النهوض بالممارسة الرياضية، وليس إلى صراعات هامشية تنسف كل محاولات الإصلاح.

رسالتي واضحة: الكرة تحتاج لمن ينقذها، فهل من كفاءات تنهض للمهمة؟.

محمد غفغوف
فاعل مدني ورياضي مهتم بكرة القدم بجهة فاس مكناس

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *