في ظل التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها مدينة أكادير، ليلة الأحد إلى الإثنين، كشفت الأمطار عن عيوب كبيرة في المشاريع الحضرية التي تم إنجازها حديثًا، مما أثار موجة من الغضب والاستياء بين سكان المدينة وزوارها. الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها عدسة المواطنين ، خلال هذه الأحداث كشفت عن هشاشة البنية التحتية وسوء الإنجاز في العديد من المشاريع الملكية التي تم تنفيذها في إطار برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024.
منتزه الإنبعاث: عيوب تظهر بعد أربعة أشهر فقط من الافتتاح
أحد أبرز المشاريع التي تم تسليط الضوء عليها هو منتزه الإنبعاث، الذي تم افتتاحه قبل أربعة أشهر فقط. الصور والفيديوهات التي التقطها الزوار كشف عن تدهور سريع في الملاعب المعشوشبة، حيث ظهرت تآكلات وإتلافات في العشب، مما يدل على غياب الصيانة والتتبع بعد الإنجاز. هذه العيوب أثارت تساؤلات حول جودة الأشغال والسرعة التي تم بها إنجاز المشروع، خاصة مع تكلفته المالية الكبيرة.
حديقة عبد الرحمن اليوسفي : مليارات الدراهم تذهب سدى
من جهة أخرى، استاء السكان من الوضع المتردي لحديقة عبد الرحمن اليوسفي بحي الداخلة، والتي تم إنفاق أكثر من 3 مليارات سنتيم على تهيئتها. بعد عامين فقط من افتتاحها، ظهرت عيوب جسيمة في الحديقة، من أبرزها تجمع المياه في برك مائية خلال التساقطات المطرية الأخيرة، بالإضافة إلى تكسر قطع الرخام في مناطق مختلفة. مقاطع الفيديو التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت بوضوح حجم التدهور الذي لحق بالحديقة، مما أثار تساؤلات حول جودة المواد المستخدمة وغياب الصيانة الدورية.
البنية التحتية : برك مائية تفضح أشغال التهيئة
لم تقتصر المشاكل على المنتزهات والحدائق، بل امتدت إلى البنية التحتية للطرق. كشفت الأمطار عن انسداد قنوات تصريف المياه، مما أدى إلى تجمع المياه في عدة محاور طرقية، بما في ذلك تلك التي تم إنجازها حديثًا. مقاطع الفيديو التي تم تداولها أظهرت بركًا مائية كبيرة تعيق حركة التنقل في وسط المدينة، مما دفع العديد من السائقين إلى تغيير وجهاتهم أو المجازفة بالمرور عبر طرقات مليئة بالبالوعات المفتوحة التي لم يتم صيانتها منذ أشهر.
غضب ومطالب بالتحقيق
أثارت هذه الأوضاع غضبًا واسعًا في صفوف ساكنة اكادير، الذين طالبوا بفتح تحقيق نزيه من قبل السلطات المختصة لمعالجة هذه الإشكالات. كما طالبوا المجلس الجماعي لأكادير بالتدخل الفوري لإصلاح الأضرار وضمان صيانة دورية للمشاريع الحضرية. وأكد المواطنون أن المشاريع المنجزة تحتاج إلى عناية دائمة ومراقبة مستمرة لتجنب الإهمال والتخريب، سواء من قبل الإنسان أو بسبب العوامل الطبيعية مثل الفيضانات ودرجات الحرارة المرتفعة.
دعوة إلى المساءلة
في ظل هذه الأحداث، يتساءل المواطنون عن دور المجلس الجماعي لأكادير وعدم تدخله قبل وأثناء تهاطل الأمطار لتجنب وقوع كوارث إنسانية، كما حدث في مدينة بركان عندما ابتلعت بالوعة مياه طفلة صغيرة. المواطنون ينبهون إلى ضرورة صيانة قنوات تصريف مياه الأمطار بشكل دوري لتجنب المآسي وضمان انسيابية التنقل داخل المدينة.
ويبقى السؤال هل سيطبق عامل عمالة أكادير إداوتنان مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة في حق رئيس الحكومة ورئيس المجلس الجماعي لأكادير عزيز أخنوش !