المـ ـوت ممنوع في مدينة إنزكان

في ظل وضع مريب، تعيش الجماعة الترابية لإنزكان أزمة إنسانية غير مسبوقة، بعد امتلاء المقبرة الوحيدة بحي الموظفين، لتصبح المدينة – وفقا لتوصيفات النواب والمواطنين – “أول مدينة مغربية بدون مقبرة”. وضعية أثارت سخط الساكنة، خاصة مع غياب الحلول العاجلة من السلطات المحلية والإقليمية، رغم توفر “عاصمة سوس التجارية” على إمكانيات مالية كبيرة .

مقبرة ممتلئة ومواطنون في مأزق

لأول مرة في تاريخ إنزكان، يجد الأهالي أنفسهم عاجزين عن دفن موتاهم بكرامة داخل مدينتهم. المقبرة الوحيدة، التي ظلت تستقبل الجثامين لعقود، لم تعد تتسع حتى لشبر واحد، فيما الحلول المؤقتة – مثل اللجوء إلى مقابر الجماعات المجاورة – تواجه بالرفض أو التعقيدات الإدارية. النائب البرلماني حسن أومريبط ،  كشف في سؤال كتابي لوزير الداخلية أن “المواطنين يواجهون معاناة مزدوجة: أزمة دفن الموتى، وإهدار كرامة الأحياء”.

عقار متاح.. ولكن!

في الوقت الذي تشتكي فيه الأسر من نقل جثامين ذويها إلى مقابر بعيدة – مثل مقبرة أيت ملول المشتركة – مما يزيد الأعباء المادية على الفئات الهشة، يُشار إلى وجود عقار مجاور لمقبرة “الارقية الحاج” يمكن أن يُحوَّل إلى فضاء للدفن. لكن غياب التنسيق بين الجهات المعنية، وتراخي المجالس المحلية في اتخاذ القرار، يحول دون تفعيل هذه الخيارات.

سؤال المسؤولية: أين التخطيط الاستباقي؟

تساؤلات كثيرة تُطرح حول سبب وصول الأزمة إلى هذا الحد رغم توفر الموارد. المواطنون يعتبرون أن “غياب الرؤية الاستباقية” من طرف مسؤولي الجماعة هو الجذر الأساسي للمشكلة، خاصة مع عدم توسيع المقبرة الحالية أو البحث عن بدائل قبل الوصول إلى مرحلة الإشباع. كما يُنتقد ضعف التعاون بين جماعات إقليم إنزكان أيت ملول لاحتواء الأزمة.

مطالب عاجلة

في سؤاله للوزير، طالب النائب أومريبط بتوضيح الإجراءات العاجلة لتوسيع مقبرة حي الموظفين وإنشاء مقبرة جديدة تستجيب لاحتياجات السكان الحالية والمستقبلية، حيث يطالب الأهالي بتحويل العقار المجاور إلى مقبرة مؤقتة بشكل عاجل، وتعزيز التضامن بين الجماعات المجاورة لتسهيل دفن موتى إنزكان دون تحميل الأسر أعباء مالية إضافية، مع ضرورة محاسبة المسؤولين المتقاعسين عن التخطيط المسبق لهذه الأزمة التي كانت متوقعة.

الأزمة لم تعد تحتمل الانتظار، فـ”دفن الموتى” حق دستوري وإنساني لا يقبل المساومة. فهل ستتحرك الوزارة الوصية قبل أن تتحول القضية إلى مأساة يومية؟ في انتظار إجابة فعلية، لا وعودًا ورقية!

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *