د.عبد السلام فزازي
لماذا نعشق مساحات الغبار..! ونوصد الابواب والحرف يهجر أنثاه عاريا ليتستر بذات محنطة عساه يدشن صولجان الريح..!
هناك أتذكر حين كنت أشبه من يغزل الجرح بالملح، ووحدها كانت تستفزني العتمة، فكنا أكثر من اثنين ننثر ثفال الحروف فوق أمواج القصيدة.. تذكرت الزهرة التي انهارت على الإسفلت موؤودة على رقيم الذهول..
كم استنهضت عبثا الضوء من أراجيح قمر خجول مثلي وسالته: بربك من قوسك كي لا تراني؟
أحمل موتي على كتفي وأبحث عن ملهمتي هناك..
هناك..!!
لكن قيل لي سافرت الموانئ كل الموانئ ، واتسع المنفى، وتجمد الماء عند مفازات الجزر..
ويا ماسمعت صوتا يردد: أيها المعذب في أناك،
حان الآن أن تجذف ضد التيار..
فكل الشواطئ في بلادك أراها تلبس رداء اللامبالاة..
احشر وجهك في وجهي
كي تخلق حول هالتك جدارا للموج.. فأنت مجرد ماء
لم يتعود يا بني على مجراه..
أجل مجرد
ماء.
لم يتعود على مجراه…
