حقائق 24
ما يزال مشروع بناء مستشفى الأمراض النفسية بأكادير يراوح مكانه رغم مرور أكثر من خمس سنوات على إعطاء انطلاقته ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، والذي أشرف على انطلاقه جلالة الملك في فبراير 2020.
تأخر التنفيذ هذا ألقى بظلاله الثقيلة على قسم الطب النفسي بالمستشفى الإقليمي لإنزكان، التي أصبحت تتحمل بمفردها عبء استقبال المرضى من جهة سوس ماسة ومناطق أخرى من الجنوب، في ظروف أقل ما يقال عنها إنها لا تليق بكرامة الإنسان.
الوحدة، التي لا تتوفر سوى على 70 سريراً، تستقبل اليوم ما يفوق 120 نزيلاً، ما يتسبب في اكتظاظ خانق وصعوبة كبيرة في تقديم الرعاية الطبية ومتابعة الحالات عن كثب.
كما تعاني الأطر الطبية من ضغط متزايد في ظل النقص الحاد في الأدوية الضرورية مثل مضادات الذهان والاكتئاب، وانعدام العديد من التجهيزات الأساسية، بالإضافة إلى تهالك البنية التحتية للمصلحة، التي تفتقر حتى لغرف عزل كافية أو أسِرّة آمنة للمرضى في حالات الهياج أو ممن يعانون من اضطرابات سلوكية خطيرة.
وقد حذرت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة من خطورة الوضع، مشيرة إلى أن استشفاء المرضى يتم أحياناً بشكل غير قانوني، خاصة خلال الليل، بسبب غياب وصفات طبية موقعة من أطباء مختصين، وعدم توفر شروط السلامة في البنايات، ما يهدد بحدوث حوادث خطيرة كالهروب أو السقوط.
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، تتعالى الأصوات المطالبة بالإسراع في إخراج مستشفى أكادير إلى حيز الوجود، لتخفيف الضغط وضمان حق المرضى في العلاج داخل بيئة تحترم إنسانيتهم وتوفر لهم ظروفاً صحية ملائمة.