تشهد المعلمة التاريخية لمعمل قصب السكر القديم بدوار إبشرتن، التابع لجماعة أكرض، وضعًا بيئيًا مقلقًا بسبب ممارسات بعض السكان المحليين، حيث يعمد أحد مربي الماشية إلى رمي روث الأبقار بمحاذاة السور التاريخي للمعمل، مما يتسبب في تلوث بصري وبيئي يسيء إلى جمالية المكان ويمس بكرامته السياحية والثقافية.
عدسة “حقائق24” رصدت الوضع الميداني، حيث لاحظت انتشار الأوساخ والروائح الكريهة بمحيط المعلمة، ما يؤثر سلبًا على الزوار، خاصة أن الموقع يُعد وجهة مفضلة لمئات السياح الأجانب الذين يقصدونه لاكتشاف معمار فريد وتاريخ عريق يمتد منذ العصر السعدي إلى يومنا هذا.
معمل السكر في أكرض، الذي يعتبر أقدم معمل “قبل صناعي” للسكر في العالم، اشتغل بانتظام خلال الفترة الممتدة ما بين 1576 و1603، ويقع على بعد حوالي 20 كيلومترًا من مدينة الصويرة. وقد أسسه السعديون على الضفة الشمالية لواد القصب، ليصبح أحد أبرز المعالم التاريخية بمنطقة إداوكرض، وشاهدًا حيًّا على ازدهار زراعة قصب السكر في تلك الحقبة.
وفي تصريحات لبعض السكان المحليين، تم التأكيد على أن جمعية مدنية حاولت التدخل والتواصل مع الشخص المعني قصد وضع حد لهذه الممارسات، إلا أن الأمر لم يلقَ تجاوبًا، ما زاد من تعقيد الوضع البيئي.
إلى جانب الأثر السياحي، يؤثر هذا التلوث أيضًا على الأشجار المحلية، وعلى رأسها شجرة الأركان التي تشتهر بها المنطقة وتُعرف بـ”الذهب السائل”، حيث يصعب جمع الثمار في ظل تلوث التربة ومحيط الأشجار، مما يهدد المنظومة البيئية ككل.
وتُعرف منطقة أكرض في السنوات الأخيرة بكونها وجهة للسياحة الإيكولوجية بامتياز، ما يجعل من الحفاظ على نظافتها أولوية مستعجلة، خصوصًا في ظل ما تشهده من اهتمام متزايد من السياح والباحثين في التراث.
أمام هذا الوضع، يطالب سكان المنطقة والمهتمون بالشأن البيئي والتاريخي، بتدخل الجهات المعنية بشكل جدي ومستعجل، لوقف هذا الضرر البيئي والحفاظ على هذه المعلمة الثمينة التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة التاريخية لمنطقة أكرض إقليم الصويرة.