بورتريهات

ياسادة .. إنه عمر التويمي عامل صاحب الجلالة على إقليم الحوز

ياسين مهما – مراكش
من عادة المسؤولين الكبار أن يصنعوا حول أنفسهم جدارا شفافا في مقابلة الآخرين ، جدارا لا يمنعهم من ان يروا ما خلفه، لكن يمنعهم من أن يقتربوا اكثر، سواء أكان ما خلف الجدار معلومة أم سبقا صحفيا أو موقفا أو حتى مشاعر إنسانية. هذا الجدار الذي كان حديديا في العقود السابقة وصار الآن من زجاج مضاد للفضول هو ما يسمى الهيبة. ونادرون هم رجال الدولة الذين يفرضون هيبتهم دون أن يبنوا حولهم عازلا، بل يفرضون هيبتهم حتى وهم يفتحون مكاتبهم وقلوبهم للناس.
وأجزم أن عمر التويمي واحد من هؤلاء ، فلم تخطئ وزارة الداخلية في تكليفه بمهمة عامل على إقليم الحوز ، فلقد أبان الرجل عن قدرة هائلة في محاربة الفقر  و البطالة بوضع استراتيجيات تنموية ، أمنية واقتصادية منذ توليه كرسي المسؤولية و اعتلائه منصب عامل إقليم الحوز منذ يوم 11 مارس 2016 بعد أن عيينه صاحب الجلالة يوم 09 مارس 2016 ، كما أنه خبير في إتقان فن التواصل مع رعايا صاحب الجلالة و الصحفيين و المنتخبين حيث كان السيد عمر التويمي قبل بداية أي ندوة أو لقاء أو حوار يقدم نفسه بالاسم و الصفة ليقتدي به المتكلمون ويدلوا بالإسم والصفة… وينشأ جو من التناغم بين السائل والمسؤول و على سبيل المثال لا الحصر لقاءاته مع فعاليات المجتمع المدني و الصحفيين ، بعيدا عن حالات النفور والرتابة التي كانت تسود لقاء المسؤولين الكبار برعايا صاحب الجلالة أو بالصحافة.
لقد ترك الرجل انطباعا جيدا لدى ساكنة إقليم الحوز بدون استثناء واكتسب رضاهم ، لقد أصابت وزارة الداخلية في تعيين عمر التويمي عاملا على هذا الإقليم ، حيث أصبح من الممكن للمواطنين أن يروا لأول مرة ما لم يروه. متى كانت آخر مرة شاهد فيها المواطن الحوزي عاملا أو منتخبا يزور قراهم ليطمئنهم ويخفف عنهم ؟ فساكنة إقليم الحوز كانت تعيش حالة من الخوف ، فكانت تحتاج إلى رجل ميدان ينزل إليها كي يمنحها بعض الأمان.
مباشرة بعد تعيينه عاملا على إقليم الحوز ، أبان الرجل عن حنكة لم يشهدها الحوزيون من قبل، فلأول مرة رأوا المسؤول الاول بالإقليم “كيشوفوه داخل للمناطق المنحصرة بالثلوج .. كيدخل الغيس و الأوحال .. كيمشي للدواوير المتواجدة فأعالي الجبال … وزيد وزيد” كل هذا رصدته الصحافة المحلية و الوطنية كي لايقول البعض أننا نجامل عامل الإقليم . صحيح أن بعض المشككين و ذوي النوايا السيئة طعنوا في عفوية هذا المشهد ووصفوه بالسينيمائي، ولكنهم معذورون ، كل المشاهد الغير المألوفة تثير الريبة ، لكن من يعرف تاريخ عمر التويمي ، يمكنه بكل ارتياح أن يفند هذه الشكوك و الاتهامات، ويعلن أن ما قام به الرجل جزء من عمله بعيدا عن الاستعراض.
عمر التويمي ذو الكاريزما الأمنية الذي يحب أن يستمع أكثر مما يتكلم، الهادئ الطباع، ليس بالشخص الذي ينتشي بالبقاء في المكاتب المكيفة ، فهو يترجل من مكتبه متدخلا في كل طارئ يستحق التدخل. حتى أن الصحف والمواقع الإلكترونية بعضها من وصفته ب “الرأس السخون” و البعض منها وصفته بقاهر المفسدين ، توصيفا لرجل لا يمنح هامشا للتردد ولا للتراجع.
هكذا إذن ياسادة ، كان مجيء عمر التويمي على الحوز بداية تحول في تاريخ هذا الإقليم  ، لقد جعل عمر التويمي المواطن الحوزي يدرك بكل قوة بأن عودة الأمان والرفاهية إلى الحوز رهين بتضافر جهود الجميع… فاليد الواحدة مهما كانت قوية وحازمة فإنها لا تصفق .
ولنا عودة للتحدث على هذا العامل الذي خلق الحدث بجهة مراكش آسفي يتبع ..

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى