جهويات

متى سيتم إحداث ” متحف” ببناية بنك المغرب سابقا بساحة جامع الفنا بمراكش

عبد الصادق مشموم –

لاحديث بين مختلف الأوساط الجمعوية والفاعلين الذين يهتمون بالثقافة والتراث الإبداعي بمراكش ، إلا عن ” بنك المغرب سابقا الذي أبوابه موصدة منذ مدة طويلة ، لم يتم تفعيله كمتحف .. بهذه الساحة التي تصنف من طرف منظمة اليونسكو سنة 2001 ” كساحة عالمية كبرى ، لأن المتاحف ذاكرة الشعوب والروابط الحضارية ، وتهدف المتاحف بشكل رئيسي  إلى حفظ التراث الإنساني وحمايته من الاندثار، وتتنوع بين فنية تعرض اللوحات والأعمال الفنية من عصور مختلفة، وتاريخية تضم مقتنيات ووثائق وآثاراً قديمة، وعلمية ، لأن مراكش مدينة تاريخية وحضارية وتعتبرُ ثالث أكبر مدينةٍ في المغرب من حيث عدد السكان؛ إذ يصل العدد الإجمالي لسكانها إلى أكثر من مليون ونصف ، وتعودُ جذور الاسم مراكش إلى الحضارةِ الأمازيغية القديمة، فقد كانت تعرفُ بالماضي باسم( أموراكش)، وبعد انتشار ثقافةِ العرب المرتبطة باللغةِ العربيّة تمّ تحويل اسم المدينة مراكش، وتارخ تأسيسها  يعودُ إلى سنة  1062م وهو عهدِ حُكمِ المرابطيّن وتحديداً ولايةِ الحاكم يوسف بن تاشفين، والذي اتخذَ مراكش عاصمةً له حيث انتشرتْ فيها حينها العديدُ من المدارس، والمساجد، والمراكز التجاريّة لتصبح من أكثر المدن المغاربيّة، والإفريقيّة ازدهاراً. وبإحداث هذا المتحف من طرف الساهرين على الشأن المحلي على إختلافهم بمراكش   أعتقد ستصبح مراكش أكثر إشعاع خاصة وأنه سيحدث بساحة جامع الفنا هذه الساحة التي تتوفر على تاريخ حضاري وتراث شفاهي لامادي . وتعد ساحة الفرجة وهكذا عرفت لدى المغاربة والزوار الاجانب على أجناسهم وألوانهم والمراكشيين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، لكنها تحتاج حاليا لإلتفاتة  الساهرين والمسؤولين على التدبير الشأن المحلي ، كل وإختصاصه ، وتعرف الساحة : كونها  القلب النابض لمدينة مراكش، التي شكلت على مر العصور مادة ملهمة للشعراء والأدباء والمؤرخين والمبدعين من خلال بعدها الثقافي الرمزي، حركة ونشاطا غير عاديين طيلة السنة.

 وكما قال أحد المراكشيين : إذا بقيت ساحة جامع الفنا على ما هي عليه الأن من تداعيات العشوائية والإرتجالية فإنها ستفقد تصنيفها كساحة عالمية ؟ وهذا لانتمناه أن يحدث ، وبإحداث متحف  بمقر بنك المغرب سابقا سيضيف لها نكهة وجمالية واشعاع سياحي وسيجعلها محط أنظار زوار مدينة مراكش …

لأن المتاحف  توثق ذاكرتنا الحضارية  وتحميها، وهي منصات إبداعية تضمن أن تسهم دروس الماضي في بناء مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، كما تساعدنا على التواصل مع هوياتنا الثقافية الفريدة، بينما نستكشف الروابط الإنسانية التي تصل العالم بعضه ببعض. وتساهم في نشر الوعي الأثاري والتراثي والبعد الحضاري لمدينة مراكش والمملكة المغربية ، فهل سيتم إحداث متحف بساحة جامع الفنا بمقر ” بنك المغرب سابقا ” لأن الجميع ينتظر إحداثه ، بما فيهم السياح الأجانب وزوار مراكش على إختلافهم ؟

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى