مجتمع

بَوْح مغاربة مسيحيِّين على الأنترنيت: الدّين لله .. والوطن للجميع

tarik

حقائق24- متابعة

طارق  بنهندا

يستخدمون تقنيات الإقناع ذاتها .. لهجة دراجة سهلة، وبنبرة مُوحّدة، وظهور مُصوّر بجودة عالية، ولا تتجاوز مدته في الغالب ست دقائق. هكذا، يستمر عدد من المغاربة الذين اختاروا اعتناق الدين المسيحي والتخلي عن الإسلام إثارة عدد من الاتهامات ذات الصلة بهذا التحول الديني، محاولين إقناع المغاربة بأن الأمر مجرد حرية شخصية وليست ردة أو خيانة للوطن والدين والمجتمع.

يقول يوسف، في ظهوره ضمن سلسلة سمعية بصرية أطلق عليها “برنامج مغربي ومسيحي”، إن اعتناقه للدين المسيحي لا يعني أنه تخلى عن بلده المغرب. “لم أتخل عن بلدي لأني مغربي، وسأبقى دوماً معتزا بانتمائي له؛ لأنه في قلبي”، يؤكد المحدث ذاته. ويضيف يوسف أنه “في الدعاء أتوجه إلى الله ليحفظ بلادي من الشر والأشرار، وأن تنعم بالسلام، وأن يحسب لها ألف حساب بين الدول الكبيرة”.

ويتابع المسيحي المغربي بالقول إنه بتحوله لم يتخل أيضا عن عائلته، “لا علاقة لهذا الشأن بالدين؛ لأن هذا الدين يعلمني كيف أحب وأحترم العائلة”. ويشير المتحدث ذاته إلى أن مفهوم المحبة، من وجهة نظره العقدية، “لا يجب أن تكون مصطنعة، فلا أحب وأحترم شخصا من أجل أخذ الأجر”، فيما شدد على أنه لم يتخل أيضا عن الدين “نعم تخليت الدين؛ لكني لم أتخل عن الله”.

ويرى يوسف أن “الدين ليس هو الله، فهو أكبر من الطقوس التعبدية ومن الأوامر والنواهي”، مضيفا: “أنا مسيحي، وتعلمت كيف أنه ليس المهم أننا نصلي ونذكر الله في أوقات العبادة، وإنما أن تكون لله دوما فلا يمكن الدخول مع الله في مساومة”، ليختم كلامه بقوله: “لم أبع وأشتر في ديني ووطني وأسرتي.. أنا مسيحي بعت الظلام لأشتري النور وبعت الموت لأشتري الحياة.. بعتُ الدين ليكون عندي الله”، على حد تعبيره.

أما زينب، المسيحية المغربية التي ظهرت في شريط مصور آخر بالهيئة ذاتها التي ظهر بها يوسف، فطرحت قضية “حكم المرتد” ونظرة المجتمع من كل من تحوّل من الإسلام إلى المسيحية، بطرحها أسئلة: “لماذا في مجتمعنا يتم الحكم على من يُغيّر دينه تقوم القيامة ضده”، مضيفة: “لكن، إذا تحول أي شخص إلى الإسلام فالجميع يفرح له”، لتشدد على أنه من حق كل واحد أن يختار مصيره العقدي، و”ليس من حق أي أحد أن يمنعه في اختياراته”.

وحاولت المتحدثة التأصيل التاريخي لقضية الردة وحكم المرتد في المغرب، “قبل 20 عاما، لم يكن يعلم الناس أنه هناك مغاربة بدّلوا دينهم أو عاشوا بدون أي دين”، مضيفة: “في المتعارف عليه المرتد هو من ترك الإسلامّ لكن معجم المعاني يثبت أن المرتد هو من ترك الدين بصفة عامة.. فهو موجود في كل الديانات” وليس فقط في الإسلام”، وفق تعبيرها.

وبررت زينب الضجة المثارة حول تحول مسلمين إلى ديانات أخرى بغياب الحرية في المجتمع المغربي، مردفة: “ليست لدينا حرية الاختيار، فنحن وُلدنا وسط عائلات مسلمة واتبعنا الدين؛ فكان لزاما أن نبقى عليه، فأصبح الدين مفروضاً علينا”، لتتابع قائلة: “ننسى أنه من حق كل شخص أن يختار دينه؛ فإما يبقى عليه، أو يُغيره، أو يقتنع بمذهب ودين آخر”، مضيفة: “ليس من حق أحدهم أن يمنع الآخر من اختياراته الدينية”

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى