سياسة

أبوعوض: أمريكا تتدخل في المغرب بورقة إدماج السلفية

dirasat

حذر المحلل السياسي عبد الله أبو عوض من التدخل الأمريكي في المغرب باستعمال ملف السلفية، وذلك ضمن حلوله ضيفا على الندوة التي نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام في موضوع إدماج السلفيين في الحياة السياسية، اليوم الأربعاء بالرباط.

وقال أبو عوض: “الولايات المتحدة الأمريكية تركب على الحدث أينما كان له ارتباط بالخطر الأخضر في جميع دول العالم، وهو الإسلام”، مضيفا أنها “تسعى إلى التدخل في جميع الدول، والمغرب ضمن هذا التوجه، سواء في ملف السلفية أو غيره”.

وفي هذا الصدد، أوضح المحلل السياسي أن “السلفية يجب أن ترتبط في جوانبها الاجتماعية بالهوية المغربية”، مشددا على أن “السلفية المغربية تعد استثناء لكونها ليست سلفية تأصيلية، بل هي تبعية، ولها فكر تنويري، كما هو الأمر بالنسبة للمكي الناصري الذي فسر القرآن الكريم”.

وسجل أبو عوض أن “السلفي المغربي يستوعب أنه جزء من منظومة متكاملة وليس خارجا عنها”، مبرزا “أنه من الناحية القانونية المشرع لم يضع أي شروط وضوابط مرتبطة بالقناعة حول المشاركة السياسية، أو الترشح حسب ما ينص على ذلك الدستور”.

وجوابا على سؤال محاوريه “هل تكفي نوايا السلفيين دون مراجعات مكتوبة؟”، أبرز المتحدث أن “طبيعة المراجعات ليست مقصورة على الحركة السلفية، بل تنبني على جميع المدارس”، مشيرا إلى أن “الرابط في صناعة القرار ليس مرتبطا بالداخل، بل له ارتباطات بالخارج”.

“المغرب له خصوصية على مستوى سلفيته التي تختلف عن سلفية الشرق التي تعتمد على قاعدة التنزيل والقياس وتقريب المفاهيم في الممارسة السياسية القائمة على كتاب الله وسنّة رسوله، وهي متجذرة في أصولها على مستوى التاريخ”، يوضح أبو عوض الذي أضاف أن “اندماج السلفية في المشاركة السياسة طبيعي، لأن ما تفرضه الظروف من تطور ليس مرتبطا بالتقية”.

ويرى المحلل السياسي المذكور أن “هناك محاولة لخندقة السلفية لتكون حزبا سياسيا، وهذا غير موجود في المغرب؛ بحيث لم تكن السلفية مرتبطة بالأحزاب والتنظيمات بقدر ما كانت مرتبطة بالأشخاص”، موضحا أن “المغرب له خصوصيته، لكون السلفية تنبني على الشخص بعيدا عن الحمولة المشرقية”.

وأشار المتحدث نفسه في هذا السياق إلى أن “المقارنة بين علال الفاسي السلفي المغربي والسلفية المشرقية تضعه في خانة العلمانيين الخارجين عن الملة لكونه كان شاعرا ومصلحا وله آراء متقدمة في قضية المرأة أكثر تحررا من قاسم أمين”، موضحا أن “هناك مراجعات كانت تبعية غير مباشرة للأطروحة المشرقية، وكانت شخصية، وهو ما يؤكده عدم الاندماج في إطار سياسي واحد”.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى