قضايا ومحاكم

القصة الكاملة لـ نصاب أكادير الذي “لهف” 80 مليارا

جمعها من 4000 ضحية في سبعة أشهر باسم الاستثمار في الذهب والعملة الرقمية ولاذ بالفرار

فجرت مجموعة من النساء، واحدة من أكبر عملية نصب واحتيال، بعدما حصل متهم من أكادير، في ظرف سبعة أشهر، على 80 مليارا، وخلف أزيد من 4000 ضحية عبر التراب الوطني، بينهم خمسون امرأة كن يترأسن مجموعات نسائية، قبل أن يختفي عن الأنظار.

وعلمت “الصباح” أن تحقيقات الشرطة انطلقت، أخيرا، بشيشاوة، وبعدد من المدن لمعرفة حيثيات ما يجري تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال الشكايات التي تم إيداعها لدى وكلاء الملك، منها ما هو موجه ضد ما يسمى “القائدات” وضد المتهم المختفي.
وأفادت المصادر ذاتها أن السلطات المحلية بأكادير منعت، الأحد الماضي، وقفة احتجاجية بالحي المحمدي، كانت ستنظمها مئات النسوة من ضحايا النصب والاحتيال والتغرير، بعد أن منعت وقفة مماثلة بالبيضاء.

وأكدت إحدى الضحايا في إفادتها لـ “الصباح” بأن الآلاف من النساء والرجال تعرضوا للنصب والاحتيال من قبل المتهم (من مواليد 1999) بعد أن أوهمهم، عبر موقع للتواصل الاجتماعي، بأنه مستثمر في الذهب والعملة الرقمية والتجارة الإلكترونية، وحصص مساهمة شركائه في رأسماله، تدر عليهم أرباحا خيالية في ظرف وجيز، وذلك قبل أن يختفي رفقة مساعدته التي أصبحت زوجته، بعدما أقام لها حفلا أسطوريا بالمدينة.

وأضافت الضحية بأن المبلغ الذي حصل عليه من النصب يفوق 80 مليارا، بحسب ما عاينته على حسابه البنكي، أثناء محاولته تبرير تأخره في تسديد أرباح المنخرطات وتوقيف حسابه مؤقتا.

وروت الضحية، التي كانت تعتبر إحدى القائدات النشيطات بأكادير، حكاية تورطها مع الشاب النصاب، إثر التغرير بها للانخراط معه في شركته المتخصصة في التسويق الإلكتروني، وأسواق التداول والعملات المشفرة والاستثمار فيها، وفي تجارة الذهب مقابل أرباح خيالية.

وأفادت القائدة الضحية، التي أصبحت في مواجهة آلاف الضحايا اللواتي سقطن في شباك النصاب، بأن عدد الضحايا من النساء اللواتي تعرضن للنصب، لا يمكن تحديده بدقة، موضحة، وبحسب تقديرات مجموعة من القائدات اللواتي كن يشرفن على المجموعات الكبرى والمتوسطة والصغرى بمختلف مناطق المغرب وبالخارج، أنه قد يتجاوز 4000 ضحية.

وشددت على أن عدد القائدات بمختلف مراتبهن بلغ شهر مارس خمسين قائدة، حملهن النصاب مسؤولية التكفل باستقبال حصص المنخرطات والمنخرطين وتحويلها إلى حساباتهن البنكية، قبل أن يحولنها لحساب شركته، أو يسلمنها له نقدا، إذ غالبا ما كان يصر على الدفع المباشر.

وكشفت ضحية أخرى المستور مؤكدة أنها تعرفت عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وجدت إعلانا متعلقا بالاستثمار، فاتصلت برقم الهاتف المسجل بالموقع لمعرفة تفاصيل الموضوع، فأجابتها امرأة

عبر الهاتف، تبين بأنها صديقته التي تزوج بها بعد ذلك.
وأكدت الضحية أنها استثمرت معه أموالا، خلال أكتوبر الماضي، وبعد 15 يوما، سلمها أرباحا مهمة، وهو الأمر الذي شجعها لتقاسم ذلك مع مجموعة أخرى من خمس نساء، ربحن بدورهن مبالغ هامة، قبل أن يشتغلن على توسيع الدائرة من الوسط العائلي والصديقات، بطلب منه، لمضاعفة الأٍرباح، إذ وصل العدد إلى 40 منخرطة. وأضافت الضحية أن أفراد مجموعتها استثمروا 2500 درهم، وبعد 15 يوما أعطاهم عشرين مليونا لتقاسمها، وهو ما أغراهم أكثر، ففكروا في الرفع من منسوب تقاسم الفكرة لتوسيع الشبكة حتى أصبح عددهم يتجاوز الألف.

وقالت إحدى الضحايا إنه منذ أكتوبر، كان يدفع للنساء أرباحا مغرية، إلى أن جاء فبراير، فتوقف عن الدفع، وبعد مطالبته بالأرباح، أخبرهن بأن الحسابات جمدت، وأن الأشغال جارية لتسوية الأمور في انتظار السحب، وذلك عبر “أوديوهات” كان ينشرها داخل مجموعة “واتساب” للمنخرطين والمنخرطات، لطمأنتهم على أموالهم، إلى أن هرب بعد أن عمد إلى إغلاق هاتفه وصفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى