إختار عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة المعين من لدن الملك محمد السادس، منصة المجلس الوطني لحزبه، المنعقد اليوم السبت بمدينة سلا، لتوجيه رسائل إلى باقي الفرقاء السياسيين بمناسبة المشاورات التي دشنها لتشكيل الحكومة الجديدة.
أولى رسائل بنكيران كانت مباشرة للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، على خلفية رسالته الداعية إلى المصالحة، إذ قال متسائلا: “رسالة الصلح ونحن انتصرنا .. لو لم ننتصر كيف ستكون الرسالة؟”، وزاد مخاطبا غريمه السياسيّ: “العودة إلى التراث مهمة .. لقد بدأت تتحسن، لذلك أقول لك الله يْكمّل عْلِيك بخير”.
وأوضح بنكيران أن ما وقع يوم 7 أكتوبر “زلزال سياسي كانت له تداعيات”، مضيفا أن “هناك أطرافا لا تريد الدخول في المفاوضات قبل الأسبوع المقبل”، في إشارة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، ومبرزا أن “حزبي التقدم والاشتراكية والاستقلال كان لهما موقف واضح مع المشاركة في الحكومة”.
ووجه بنكيران رسالة ثانية لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، موردا: “كانت بيننا مشاكسات، ولكن مواقفه الأخيرة تجبّ ما قبلها”، مشددا على أن “التجاوز والتغاضي يجب أن يكون للاستمرار”، وزاد: “أنا لم أذكر يوما حزب الاستقلال بسوء، لكن هذا لا ينفي أن هناك أخطاء ارتكبت”.
وأردف الأمين العام لـ”البيجيدي” بأن “الانتخابات أدخلت نوعا من الوعي بضرورة احترام الإرادة الشعبية”، مؤكدا أن “انتصار العدالة والتنمية انتصار للوطن؛ لأن المغاربة في ارتياح، وتجاوزوا شيئا اسمه الأزمة”، حسب تعبيره ..”هذا الارتياح حرص عليه الملك محمد السادس من خلال التعيين المستعجل لرئيس الحكومة من الحزب المتصدر، في احترام تام للمنهجية الديمقراطية”، يزيد بنكيران.
ونوه بنكيران بالعملية الانتخابية “التي لم يطعن فيها أحد؛ وهو ما سيزيد استقرار المملكة”، وفق تعبيره، مضيفا: “هذا الأمر لا يجب أن ينسينا الذين كانوا يحاولون انتزاع الانتصار .. وما حال دون ذلك هو أننا في دولة جادة، لا يمكنها أن تسقط في مطبات الدول المراهقة؛ لذلك كنا أعلنا قبول النتائج كيفما كانت، والحالمون عليهم الاستيقاظ ومراجعة أنفسهم”.
كما أكد بنكيران سعي حزبه إلى إعادة الجديّة للحياة السياسية، وإقناع المواطنين بأن هناك جهة تشتغل في السياسة “بدون تْخْلْوِيضْ”، موجها “تحية خاصة” للمغاربة الذين صوتوا لحزب العدالة والتنمية، وزاد: “بعضهم أخذوا مقابلا من أحزاب أخرى واختاروا التصويت لحزبنا”، وفق قوله أمام “برلمان حزبه”.
“لو هزمنا حزب أحسن منا سنكون سعداء؛ لأن الذي يهمنا هو نجاح الوطن”، يقول بنكيران، موجها رسالة إضافية إلى “المقاطعين” بالقول: “الذين لم يلحقوا بهذا الركب عليهم إشراك الخير الذي يؤمنون به مع المغاربة”، مشيرا إلى أنهم “مطالبون بالعمل السياسي ليختبروا خطابهم الموجه المغاربة”.
وشدد الأمين العام لـ”المصباح” أن حزبه “لا يطبخ قراراته من طرف قيادته ويتم التصفيق لها؛ بل حزب آمن بالديمقراطية ويطبقها”، حسب وصفه، مبرزا أن النتائج التي حققها “كانت منتظرة بالنسبة لكل العقلاء، ولابد من قراءتها بهدف أخذ العبر”.
وعزا بنكيران انتصار حزبه انتخابيا إلى “العمل الدؤوب لمناضليه الذين اندمجوا في الحياة السياسية، ما أثار انتباه الملاحظين”، معلنا تشبثه اللامشروط بـ”المرجعية الإسلامية التي ليست مهمة بالنسبة للآخرين”، على حد قوله.