الرأي

ساكنة دوار املال جماعة بيكودين تعاني العزلة

ابراهيم بوهال

يبدو أن التقسيم الترابي الذي خطط له صاحب الجلالة الملك نصره و أيده ، ومل الآمال التي عقدها المواطنون فيما يخص مخطط جلالته فيما يسمى بالتنمية البشرية ، التي أراد جلالته من خلالها الرفع من مستوى عيش المواطنين ورد الاعتبار إلى الطبقات الهشة التي عانت كثيرا و عاشت الويلات بكل اشكالها و ألوانها في الحقب و العقود المظلمة الماضية و سياسة الاستبداد التي اعتمدت على تكريس التفرقة و التمييز بين المواطنين و ربوع المملكة و مناطقها و جهاتها المملكة و توزيعها إلى ما كانت تؤمن بها الجهات الاستعمارية المتسلطة كفكرة المغرب النافع و غير النافع .

لذلك فإننا لازلنا نلاحظ ما تعانيه بعض هذه المناطق من تهميش و ازدراء في العديد من الميادين مثلما تعاني منه ثلاثة دواوير محاصرة بين جبال الأطلس الكبير وهي : “” املال و تجكالين و تسمومت و تجكالين بجماعة بيكودين اقليم تارودانت “” ، من عزلة تامة بإنقطاعها عن العالم الخارجي بسبب انعدام مسالك طرقية و خدمات التواصل اللاسلكي المتمثل في شبكة الاتصال التي تعد عديمة الجدوى ، علما أن المنطقة لا تفي الغرض في فك العزلة ساكنتها التي يجد سكانها صعوبة في الاتصال بالمصالح الإقليمية و الجهوية و غيرها ، وخاصة الصحية منها و التي تضطر الساكنة الى التنقل اليها و انعدام وسائل النقل هي الاخرى وصعوبة التنقل نظرا لانعدام جاهزية الطرق و المسالك و خطورتها ، مما يؤدي إلى تدهور حالة المرضى و الحوامل و المصابين بلدغات الأفاعي ما قدر الله و لسعات العقارب و الحشرات الضارة … ، و الذين برغبون في الاستفادة من الخدمة الصحية العمومية و الخصوصية على السواء ، يقطعون كيلومترات مشيا على الأقدام و ينقلون المرضى بالدواب ليصلوا الى الطريق الرئيسية ، ناهيك عن الاوضاع المزرية التي تعيشها الساكنة بسبب الفقر و قصر اليد و قلة الحيلة و انعدام جميع اسباب وشروط العيش الكريم بهذه الدواوير ، مما يجعلها جحيما لا يطاق بالنسبة للجميع كبارا و صغارا ، بالإضافة إلى معاناة الاطفال الراغبين في متابعة دراستهم التي تتخللها عدة مصاعب ، مما يرفع نسبة الهدر المدرسي و الانقطاع عن الدراسة و يوسع مساحة الأمية بينهم لبصبحوا عرضة للضياع و اتباع طريق آبائهم و آجدادهم و ذويهم في لقاء مصير الفقر و العذاب و التهميش و المعاناة ، و احساسهم بالإزدراء و الغبن باحتلالهم لأدنى الدرجات الاجتماعية دون بقية اخوانهم من المواطنين بالمناطق المزهرة و المتوفرة على مرافق و بنيات تحتية و خدمات في المستوى و الذين يعيشون في ظروف أحسن و ينعمون بحياة أسعد و وضعيات تدعو للإحترام و الرفع من مستوى المواطنين و تحفظ لهم جميع الحقوق و تؤمن لهم شروط العيش الكريم ، فليس هكذا يمكن بناء مواطن صالح و قادر على العطاء و خدمة البلاد و العباد .

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى