كشف “المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي”، عن أرقام صادمة عن مستوى وقدرات ومكتسبات التلاميذ المغاربة، وذلك بمناسبة تقديمه لنتائج البرنامج الوطني لتقييم مكتسبات تلامذة الجدع المشترك، وهو البرنامج الذي تم تقديمه في الدورة 11 للمجلس المصادف لمنتصف ولاية أعضاء المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
نتائج البرنامج الذي قدمته رحمة بورقية مديرة الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، في ندوة صحفية بالرباط، أظهرت نقصا كبيرا في مكتسبات التلاميذ في اللغات العربية والفرنسية والرياضيات سواء بالنسبة لتلامذة الجدع المشترك الأدبي أو العلمي.
البرنامج شارك فيه بحسب بورقية 34109 تلميذ وتلميذة من التعليم العمومي والخصوصي، بهدف تقييم مكتسبات تلامذة السنة الأولى من التعليم التأهيلي بعد استكمال 9 سنوات من التمدرس، ويخص الجدوع المشتركة الأربعة بالسلك الثانوي التأهيلي وهي الآداب والعلوم الانسانية والعلوم والتكنولوجي والتعليم الأصيل.
وبررت بورقية اختيار هذه العينة من هذا المستوى الدراسي لكون من جهة مرحلة حاسمة في المسار الدراسي للتلامذة ومن جهة اخرى لا يخضع تلاميذة هذا المستوى لأي امتحان وطني ولا جهوي.
اما المواد المعنية بحسب بورقية فهي اللغة العربية واللغة الفرنسية والتاريخ والجغرافيا والرياضيات وعلوم الحياة والأرض والفيزياء والكيمياء، ويتم تقييم مكتسبات التلاميذ عن طريق روائز كما يتطرق البرنامج إلى مجموعة من المميزات العوامل المحددة كالمميزات السوسيو ديموغرافية وووسطهم الثقافي وكذا المميزات المهنية للمدرسين.
هذا وكشفت نتائج الدراسة أن تلاميذة الجذع المشترك آداب وعلوم انسانية في التعليم العمومي “لم يكتسبوا الكفايات اللغوية في العربية والفرنسية المطلوبة في المنهاج الرسمي في حدها الأدنى”، مشيرة إلى أن “أدنى مستوى مسجل هو الخاص باللغة الفرنسية حيث لم يتجاوز وطنيا 23 في المئة من الاهداف المحققة في التعليم العمومي”.
وأشارت الدراسة إلى أن “أداء تلاميذ الجذع المشترك آداب وعلوم إنسانية في مادة الرياضيات جد ضعيف إذ لم يتجاوز معدل التحصيل 38 في المئة على المستوى الوطني، بينما تميزت معدلات التحصيل في مادة علوم الحياة والأرض بارتفاعها النسبي إذ حصل تلاميذ الجهات على المعدل”.
وبخصوص مكان الدراسة، فقد “جاءت معدلات تحصيل تلاميذ مؤسسات الوسط الحضري أدنى قليلا من معدلات زملائهم بمؤسسات الوسط القروي باستثناء معدلات التحصيل في مادة اللغة الفرنسية”، في حين توصلت الدراسة إلى أن “تحصيل التلاميذ في مؤسسات القطاع الخاص والعام ضعيف مع بعض الفرق لصالح التعليم الخاص خصوصا في اللغة الفرنسية”.
أما الجدع المشترك “العلوم”، أشارت دراسة الجلس الأعلى للتعليم أن التلاميذ في الأقاليم الجنوبية حصلو على أعلى معدل تحصيل في اللغة العربية 51 في المئة مقابل أدنى نسبة لجهة الدار البيضاء الكبرى سطات 43 في المئة.
وعن مكتسبات التلاميذ العلميين في اللغة الفرنسية، أشارت الدراسة إلى أن “إنجاز تلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية بالوسط الحضري في اللغة الفرنسية أفضل من إنجاز زملائهم بالوسط القروي”.
وبالتعليم العمومي دائما، تشير الدراسة إلى أنه “لم ينجز إلا ثلث أهداف برنامج الرياضيات مقابل 39 في المئة من الاهداف المحققة في الفيزياء والكيمياء”.