ساكنة جرادة ترفع شعار “الموت من أجل لقمة العيش”

تعيش الجوهرة السوداء على إيقاع البؤس والموت البطيء فبعد مرور أكثر من 26 سنة على إغلاق معمل الفحم الحجري بمدينة جرادة وتسريح ألاف العمال والعاملات ، وجدت المدينة نفسها تئن تحت شبح البطالة والدعارة والتهريب والموت القادم في غفلة من أمر الساكنة.

 
ومن هنا بدأت مشاكل ساكنة المدينة ، فبعد طرد اليد العاملة جملة واحدة ، لم يعد بوسع ساكنتها سوى الإشتغال بأنفسهم واستخراج مادة الفحم الحجري .

 
إذ أن إقفال منجم المدينة عكر صفو حياتها وبات سكانها يحفرون الجبل بأيديهم علهم يعثرون على بعض القطع من الفحم معتمدين في ذلك على تقنيات بدائية ووسائل بسيطة ، مخاطرين بأنفسهم بالإرتماء في أبار عميقة تتعدى 40 مترا تحت سطح الأرض دون وقاية أو رعاية صحية أو ضمان إجتماعي.

 
وكل ما نالته ساكنة مدينة جرادة من استخراج الفحم الحجري ذاك المرض اللعين (السليكوز) وهو مرض يصيب رئة المشتغل بالفحم فيصبح المريض يقذف من فمه قطعا صغيرة مكبدة من الدم وأجزاء من الرئة. وأغلب المصابين بهذا المرض الخبيث يتوافدون في سباق وطرق ناقوس الموت.

 
وهذا العمل لايزاوله أرباب البيوت فقط،بل حتى الشباب العاطل والنساء الأرامل والأطفال
الذين لم تتوفر لهم أبسط الحقوق من أجل متابعة دراستهم ، كلهم التحقوا بهذا العمل من اجل مساعدة أهاليهم على تسديد فاتورة الماء والكهرباء وتوفير لقمة العيش.

 
كما أن المدينة تنال حظها من التلوث اليومي الذي يجبر الأمهات على غسل الملابس أكثر من مرة في اليوم ،والسبب ركامات الفحم الحجري التي تحيط بالمدينة كسياج يحرسها.
وتعيش ساكنة مدينة جرادة تحت شعار واحد (الموت من أجل لقمة العيش)، فبالرغم من تلك الأرباح الزاهدة التي يتقاضها هؤلاء العمال من تجار الفحم وخطورة الاصابة بالأمراض الفتاكة ،يتابع سكان مدينة جرادة رحلة البحث عن الفحم لسد رمق أطفالهم بقطعة رغيف مر.

 

 
فاطنة بيضي/ حقائق 24

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *