قصفت الولايات المتحدة، صباح الجمعة 7 أبريل2017، قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص (وسط سوريا)، مستهدفةً طائرات لقوات نظام بشار الأسد ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار، في رد أميركي على قصف نظام الأسد مدينة خان شيخون بريف إدلب بالأسلحة الكيماوية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جيف ديفيس: “بتوجيه من الرئيس (دونالد ترامب)، نفذت القوات الأميركية هجوماَ بصواريخ كروز (نوع توماهوك) في سوريا”.
وأضاف في بيان أن “الضربة استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص وجاءت رداً على قيام النظام السوري بهجوم كيماوي 4 أبريل في خان شيخون، قتل وجرح مئات من المواطنين الأبرياء”.
وتابع: “تم تنفيذ الغارة باستخدام صواريخ توماهوك للهجمات البرية، انطلقت من المدمرتين (يو إس إس بورتر) و(يو إس إس روس)، شرق البحر المتوسط”.
وأشار إلى أن 59 صاروخاً استهدفت “طائرات وملاجئ الطائرات ومستودعات للوقود والدعم اللوجيستي ومستودعات الذخائر ونظم الدفاع الجوي وأجهزة الرادار”.
وشدد على أن واشنطن “حاولت تجنب إصابات في صفوف المدنيين، طبقاً لقانون الصراعات العسكرية، ولقد تم اتخاذ كل إجراء لتنفيذ هذه الضربة بأقل المخاطر للطواقم الموجودة في القاعدة الجوية”.
واعتُبر الهجوم الأميركي “رداً يتناسب مع أفعال الأسد الشنيعة”، مبيناً أن مطار الشعيرات كان يُستخدم لخزن الاسلحة الكيماوية، والذي قدرت الأجهزة الاستخبارية (الأميركية)، أن طائرات من قاعدة الشعيرات نفذت الهجوم الكيماوي. وكشف أن الغرض من الهجوم هو “ردع النظام من استخدام الأسلحة الكيماوية”.
ديفيس لفت في بيانه إلى أن واشنطن أبلغت القوات الروسية قبيل بدء الغارة عبر قناة كانت الولايات المتحدة قد أنشأتها مع روسيا لتنسيق العمليات الجوية دون حدوث صدام بين قوات البلدين.
وأكد الضابط الأميركي أنه رغم أن التقييم النهائي للهجمة لم ينتهِ بعد، تشير التقارير الأولية إلى أن هذه الضربة قد تسببت في أضرار جسيمة أو دمرت طائرات تابعة للنظام والبنية التحتية الداعمة لها وتجهيزات قاعدة الشعيرات الجوية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، في بيان وزعه البيت الأبيض، إن واشنطن لم تتصل مع روسيا عبر القنوات الدبلوماسية، وإن بلاده ستعتمد على مفاوضات جنيف في إزاحة الأسد.
وأكد أن روسيا “فشلت في أداء مسؤوليتها” كضامن لتخلُّص نظام الأسد من الأسلحة الكيماوية، مشيراً إلى أن روسيا “إما إن تكون متواطئة، وإما أنها كانت وبكل بساطة غير كفؤة في قدرتها على تنفيذ جانبها من الاتفاق”.
وأشار إلى أن الضربة كانت بالتنسيق مع حلفاء واشنطن في مختلف أنحاء العالم، “وأقول لكم إننا تلقينا استجابة من حلفائنا في المنطقة”.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي في كلمة مرئية مسجلة، ألقاها من منتجعه في مارا لاغو بولاية فلوريدا، إن ضرب القاعدة الجوية “من صميم مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة؛ لأنها تمنع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية”.
وواصل: “ليس هناك شك في أن سوريا استخدمت الأسلحة الكيماوية المحظورة، في مخالفةٍ لالتزاماتها لاتفاقية الأسلحة الكيماوية وقرارات مجلس أمن الأمم المتحدة”.
ومضى قائلاً: “لسنوات مضت، باءت جميع محاولات تغيير سلوك الأسد، لقد فشلت بشكل مأساوي؛ ما تسبب في استمرار تعمق أزمة اللاجئين واستمرار المنطقة في الاضطراب وتهديد الولايات المتحدة وحلفائها”.
ودعا الرئيس الأميركي “جميع دول العالم المتحضر إلى الانضمام إلينا لإنهاء المجازر وإراقة الدماء في سوريا، وكذلك لإنهاء الإرهاب بجميع أنواعه وأشكاله”.