زنقة 20 . من باريس
واصلت اليوم الثلاثاء الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي سلسلة لقاءاتها ومفاوضاتها الماراطونية في مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 21) في “لوبورجيه” قرب العاصمة الفرنسية باريس ذلك قبل أيام من اليوم الحاسم والذي ينتظره العالم من خلال اتفاق باريس حول المناخ.
وفي هذا الإطار سعت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي إلى إبراز دور المرأة بشكل عام والعربية بشكل خاص في مجال حماية البيئة حيث ترأست اليوم الثلاثاء حفل التوقيع على اتفاقية شراكة مع الأمم المتحدة للمرأة لدمج مقاربة النوع الاجتماعي في مؤسسات وبرامج الوزارة المكلفة بالبيئة في إطار المؤتمر الدولي حول المناخ (كوب 21).
وتروم هذه الاتفاقية، التي وقعتها الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة، حكيمة الحيطي، والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فومزيلى ملامبو نيغوكا، الأخذ بعين الاعتبار مقاربة النوع الاجتماعي في مختلف مؤسسات وبرامج الوزارة.
وتم التوقيع على هذه الاتفاقية عقب لقاء في موضوع «النوع الاجتماعي والطاقات المتجددة» نظمه المغرب وحضرته شخصيات عديدة، منها وزيرة البيئة والتنمية المستدامة والطاقة الفرنسية، سيغولين رويال، والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أكيم شتاينر وتميز هذا اللقاء بإطلاق البرنامج العالمي المشترك للمقاولة النسائية والولوج إلى الطاقة المستدامة.
وسيمكن الإتفاق من تطوير قدرات المرأة المغربية من خلال الإستفادة من برامج تكوين ومتابعة مباشرة من طرف الوزارة وهو ماسيضفي قيمة مضافة لا سيما من حيث الخبرات التقنية والتنسيق بين الجهات المعنية. وسيتم ضمان استدامة الإجراءات من خلال تعزيز قدرات الموارد البشرية ، ونقل المهارات والخبرات وإنتاج وإدارة المعرفة .
و سيقوم المشروع بناء على استراتيجيات التدخل ، بإضفاء الطابع المؤسسي على إدماج المساواة بين الجنسين في مجال البيئة والتنمية المستدامة؛ بناء على قدرات الوزارة والخدمات اللامركزية ، و تطوير أدوات لتحسين أدائها من حيث القرار في اهتمامات الجنسين و حقوق الإنسان في استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة والاستراتيجيات القطاعية وإدارة المشاريع البيئية.
الإتفاق اشار إلى إن بيانات الإنتاج والمعرفة والممارسات و تبادل المعلومات حول النوع الاجتماعي في القطاع البيئي ، سواء في الخدمات الفنية الإقليمية و المحلية إلى الجامعات والمعاهد و الجمعيات العاملة في مجال البيئة والتنمية المستدامة؛ ستمكن من تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة و المشاريع المحلية وكذا تبادل الخبرات والممارسات الجيدة من خلال إنشاء نظام المعلومات و دائرة الاتصالات.
من جهة أخرى ترأست الحيطي اجتماعاً رفيع المستوى ضم التحالف الدولي للمناخ وحضرته مختلف الدول المشاركة في قمة المناخ بباريس وفيه تناولت الوزيرة كلمة الإفتتاح والتي عبرت فيها عن استعداد المغرب الكامل لاستقبال قمة المناخ COP 22 بمراكش والتي ستكون تكملة لقمة باريس.
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=MLVFHyBPmao?feature=oembed&w=500&h=281]
وقالت الحيطي أمام وفود البلدان المشاركة إن “كوب 22 المزمع عقده في مراكش سيكون مؤتمر التجديد في مجال التكيف والتخفيض من انعكاسات التغيرات المناخية”، مؤكدة أن “الكوب 22 سيشكل مناسبة لتطوير آليات عملية في إطار مخطط باريس – ليما، ثم باريس – مراكش”.
الحيطي أكدت أن مؤتمر مراكش “سيشكل أيضا امتدادا منطقيا وعمليا لمؤتمر باريس”، مشددة على “ضرورة العمل من أجل بناء عالم أفضل”، ولفتت إلى إن “أفريقيا ستستقبلكم بمراكش”، مشيرة إلى أن “باريس – مراكش ستمكن من إعادة كتابة تاريخ الإنسانية”.
من ناحية ثانية، أشارت الحيطي إلى أن “المغرب ملتزم بسياسات تهدف إلى التخفيض والتكيف من التغيرات المناخية”، وهي تمثلت “بإعلان الملك مـحمد السادس، في خطابه خلال الجلسة الافتتاحية لكوب 21، أن هدف بلوغ نسبة 42 بالمئة من الطاقات المتجددة لسد الحاجيات الوطنية في أفق سنة 2020، قد تم رفعه مؤخرا إلى 52 بالمئة بحلول سنة 2030”.
هذا وألقت الحيطي كلمة بمناسبة اللقاء الإفتتاحي لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والتي تشارك بدورها في مؤتمر باريس للمناخ كما استقبلت اليوم وزير البيئة النمساوي حيث تباحث الطرفان عن أوجه التعاون في ميدان البيئة والمناخ خاصة مع تنظيم المغرب للنسخة المقبلة من كوب 21 .
واستقبلت الحيطي خلال الايام الخمسة الماضية مجموعة من الوفود والشخصيات الدولية المهتمة بالشأن المناخي والبيئة، كما شاركت في مختلف الندوات واللقاءات الرفيعة المستوى التي أقيمت على هامش القمة العالمية .
ووقع المغرب يوم الجمعة الماضي في الرابع من دجنبر على تصريح دولي يدعو إلى تعزيز صمود المحيطات أمام انعكاسات انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون والتغيرات المناخية في إطار مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ.
كما افتتحت الحيطي يوم الإثنين الماضي جناح المغرب بـ “رواق الحلول”، ويهدف هذا الفضاء التفاعلي (184 مترا مربعا) إلى التواصل بشأن الحلول المتجددة التي طورها المغرب من أجل محاربة آثار التغيرات المناخية.
ويتكون من فضاءات للتواصل وأخرى حول مواضيع متعلقة بالصناعة والطاقة والزراعة والماء والإسكان والنقل والبيئة. وقالت الحيطي في الإفتتاح “إن هذا الجناح يعكس الابتكارات الهادفة للتخفيض والتكيف مع التغيرات المناخية، فضلا عن آليات ملائمة للتمويل خاصة لفائدة البلدان الفقيرة”.
وأضافت أن “هذا الجناح يروم أيضا التعريف بخبرة المغرب في هذا المجال، وعرض السياسات العمومية والورش المهيكلة في مجال الطاقات النظيفة”.
و كانت الحيطي قد دعت خلال ندوة نظمها المغرب حول “التمويلات الخاصة بالمناخ، والاستثمار الأخضر” في إطار COP21 إلى “ابتكار آليات جديدة للتمويل لدعم البرامج المتعلقة بمواجهة التغيرات المناخية”، وأضافت أن “أبسط الحقوق الإنسانية مهددة بالتغيرات المناخية التي تمثل تحديا يواجه الإنسانية برمتها”.
وعلى هامش مشاركتها في ندوة نظمت بمعهد العالم العربي نظمت بمناسبة الدورة 60 لاتفاقيات “لاسيل سان كلو”، قالت الحيطي “المغرب-فرنسا: تاريخ مشترك وتحديات مشتركة، والتغيرات المناخية، تجعل تحقيق أهداف التنمية البشرية موضع شك، وتطرح مشاكل الأمن الغذائي، والولوج إلى الماء الشروب، والطاقة”.
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=a0iicFZu1H8?feature=oembed&w=500&h=281]
يذكر أن المغرب حل في المرتبة الرابعة بعد بوتان، إثيوبيا وكوستاريكا كأكثر البلدان خضرة، ضمن دراسة أجراها Climate Action Tracker، فضلا عن تعهده بخفض الإنبعاثات بنسبة 13 بالمئة بحلول العام 2030.
التدوينة ألبوم صور وفيديو . الحيطي تبرز دور وحضور المرأة المغربية والعربية في قمة باريس للمناخ ظهرت أولاً على زنقة 20.