المرأة

نساء نقشن أسمائهن على صحيفة التاريخ .. ماجدة الداودي القضاء بصيغة التأنيث

 

محمد موركي –

أعياد واحتفالات سنوية تمر، وإن اختلفت في سياقاتها الفرعية، فإنها تلتقي جميعا في هدف واحد، ألا وهو الاحتفاء بإحدى الدعامات الرئيسية للاجتماع البشري التي ليست سوى المرأة. فمن اليوم العالمي للمرأة إلى اليوم الوطني للمرأة مرورا باحتفالات واحتفاءات أخرى أيضا، تكدح نساء استثنائيات في نقش أسمائهن على صحيفة التاريخ دون ملل، بل ودون أن ينتظرن من أحد تكريما ولا اعترافا ودون أن يسعين أيضا وراء حظوة أو أضواء كاشفة.

حقائق 24 فتحت ملف نساء لا كالنساء وسيدات لا كغيرهن من بني جنسهن. نساء يعتبرن نموذجا في مجال اشتغالهن، فلما لا الاحتفاء بهن ورسول الإسلام بنفسه قد ترحم على من عمل عملا فأتقنه؟

– ماجدة الداودي نموذجا:

رأت النور في قلب العاصمة الإسماعيلية مكناس وبها أمضت فترة غير يسيرة من عمرها. وهناك أيضا تملكها عشق جارف لفض النزاعات وإنصاف المظلومين وزجر المخالفين. عشق تحول إلى حلم ومنه إلى مشروع فبرنامج عمل.

فبعد حصولها على شهادة البكالوريا لم تتردد ماجدة الداودي في الالتحاق بمدرجات كلية الحقوق بالجامعة، حيث جاورت فصول القانون الجنائي ومواد القانون المدني وهناك أيضا خبرت دروب المساطر والإجراءات وباقي فروع القانون، إلى أن توجت مسيرتها الجامعية بالحصول على الإجازة في القانون الخاص سنة 1991.

ترسانة معرفية وقانونية إذن تلقتها الداودي من الجامعة سرعان ما تفوقت في توظيفها من أجل تحقيق حلم حياتها الأول، فكان لها أن التحقت بالمعهد العالي للقضاء بالرباط، وبه اجتهدت في تعميق مداركها القانونية وإغناء الملكات التي سكنتها من حب لمهنة القضاء، لتتوج مسيرتها الأكاديمية بتحقيق الحلم الذي تحول إلى مشروع.

فبعد تخرجها مباشرة من المعهد العالي للقضاء سنة 1993 سيتم تعيينها بسلك القضاء بابتدائية مكناس، ومنها إلى المحكمة الابتدائية لإنزكان سنة 2001، وهي المحكمة التي مكثت فيها إلى حدود سنة 2013 تاريخ التحاقها للعمل بمحكمة الاستئناف بأكادير وفي ملفها المهني درجة استثنائية. وما بين تعيينها الأول في ابتدائية مكناس إلى اقتعادها مقعد قاضية من الدرجة الاستثنائية بمحكمة الاستئناف بأكادير، وأمضت ماجدة الداودي عشرين سنة تقريبا في دراسة الملفات والنطق بالأحكام.

حيث اشتغلت على قضايا منازعات الشغل وحوادثه وقضايا الجنحي العادي والمدني المتنوع وجنحي السير وغيرها من القضايا التي أكسبتها تجربة غنية. وحديثنا عن مسيرتها لم يكن من فراغ وخير دليل هو إختيارها من بين ثلاتة قاضيات فقط اللواتي استطعن أن يحظين بثقة زميلاتهن وزملائهن في جهاز القضاء ليمثلوهم في المجلس الأعلى للسلطة القضائية .

لقد أمضت الأستاذة الداودي إذن مدة غير يسيرة في دروب القضاء، مسيرة لم يكن يختلف المتقاضون أمامها حول شيء أكبر من اختلافهم حول لحظة نطقها بالأحكام، حتى أن من اشتغلوا إلى جانبها يجزمون أن تعابير وجوه المتقاضين تشي بذوي الحق من غيرهم خلال اللحظات التي تسبق نطقها بالأحكام، فترى أعناق أصحاب الحق تشرئب لهفة لسماع الحكم فيما تعلو تقاسيم العبوس وجوه من ليسوا من ذوي الحق، لا لشيء إلا لكونهم يعرفون مدى نزاهة هذه المرأة وصرامتها في تطبيق القانون، حتى سميت بالقاضية الحديدية.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى