خمر ومخدرات ومعارك بالسيوف .. هكذا تحول حي الجرف بمدينة إنزكان إلى مسرح للعنف والفوضى بسبب الأعداد الكبيرة من الشباب الذين استغلوا فرصة ما بات يعرف ببوجلود من أجل إشاعة أجواء الرعب وسط سكان الحي ، بعد أن اندس عدد من ذوي السوابق في صفوف منخرطي الجمعية التي تشرف على هذه الطقوس التاريخية بالمنطقة .
ووفقا لما عاينته “حقائق24 ” وما تناقلته العديد من شهادات المواطنين المتطابقة ، فإن بعض هؤلاء الشبان من ذوي السوابق يعمدون إلى استعمال الدراجات النارية من أجل التجول في عدد من الأحياء من أجل ضرب المارة، مستعملين في ذلك بعض الأطراف الخاصة بالأضحية مما يخلف كدمات في صفوف الضحايا وبعدها يلوذون بالفرار على متن هذه الدراجات.
وكشفت مجموعة من الحوادث التي شهدتها ثالث يوم عيد الأضحى بحى جرف عن تعرض عدد كبير من النساء للسطو على ممتلكاتهن وحقائبهن تحت التهديد بالسلاح الأبيض، إذ شوهد عدد من هؤلاء الشباب يشهرون سيوفا من الحجم الكبير في وجوه المارة وهم يمرون بسرعة كبيرة وفيما ببنهم حيث تحولت فرخة العيد إلى كابوس مرعب يقض مضجع ويؤرق جفون الساكنة ، وأضحى مناسبة ينتظرها ذوي السوابق العدلية من مجرمين ومنحرفين لتنفيذ عملياتهم الإجرامية تحت أقنعة وغطاء الجلود مستغلين الحماية والتسامح التي تمنحها السلطات لهذه الظاهرة، فترى النهب و السلب بمختلف أنواعه، وكذا الضرب والجرح والذي يصل في بعض الأحيان إلى جرائم قتل بشعة يروح ضحيتها شباب وفتيات في عمر الزهور و لا أحد من السلطات يحرك ساكناً.
بالمقابل، تعالت مجموعة من الأصوات لاعتبار كرنفال “بوجلود” مجرد احتفالات لا أصل لها، ولا يرتبط بالموروث الحضاري المحلي في شيء، وأن مساره الأصلي تحول إلى غير أهدافه التي تتمثل في خلق أجواء من المرح والمتعة فقط، باعتبار أنه في السنوات القليلة الأخيرة بات بعض الشباب الملتحف بجلود الأضاحي يستغلون هذا المهرجان الاحتفالي الشعبي، ليجعلوا منه سبباً في إيذاء السكان وابتزازهم، ومطاردتهم حتى يحصلوا على المال، أو أحياناً يتحرشون بالفتيات، مستغلين هذا الزي التنكري الذي لا يظهر منهم أي شيء..