الرأي

تسليط أضواء الضلاميين على ضلام المتنورين

كثر الجدل والجدال بمناسبة الدخول المدرسي لموسم 2019/2018 نتيجة ظهور منشورات يعتقد انها لمقررات دراسية موجهة للاقسام الاولى ابتدائيا تحمل نصوصا تتخللها عبارات مستقاة من اللهجة العامية ” الدارجة” ، فتناسلت التعليقات الساخرة واخرى ساخطة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وندد الكثيرون بمحاولة الإجهاز على ما تبقى من التعليم وعلى رمزية اللغة العربية، وتساءل كثيرون عن جدوى إدراج العامية بالمقررات الدراسية، وبرزت مجموعة تقدم نفسها كفئة متنورة ودخلت في جدال مضاد مع رافضي مخطط تدريج التعليم والذين اعتبروا ضلاميين، ثم برزت فئة ثالثة تنبه إلى ان النقاش الدائر لا اساس له وان معارضي المخطط في حرب مع وحش غير موجود، وأن المؤيدين يؤيدون وحشا غير موجود.

وبين هؤلاء واولئك انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات للمدعو نور الدين عيوش عضو المجلس الأعلى للتعليم يدعو من خلالها إلى اعتماد الدارجة لغة للتدريس بلا حرج ولا خجل في إثبات لوجود مخطط خطير يستهدف اللغة العربية ويهدف إلى إنزال مستوى التعليم لأكثر مما هو فيه من حضيض وانحطاط، والأخطر من ذلك أنه دعا جهارا إلى حرية الجسد وناشد رئيس الحكومة ووزير العدل لتغيير القوانين المجرمة للفساد والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وإلى ضرورة منح الحرية في الممارسات الجنسية بين الجنسين ذكورا/ذكورا ، ( شذوذ) وإناثا/إناثا (سحاق)، والادهى من ذلك دعوته إلى برمجة مقررات دراسية تنمي من مدارك الأطفال في مجال الجسد والجنس على الخصوص ليعرف ويطلع على انواع العلاقات الجنسية وخاصة منها الشذوذ بالنسبة الذكور والسحاق بالنسبة للإناث ودليل مخططه انه لمح إلى وجوب دفع الأطفال الذكور والاناث إلى احترام بعضهما البعض ليفسح المجال للعلاقات الشاذة بشكل مباشر جدا.
المتنورون (بين قوسين) يعتبرون هرطقات عيوش فكرا وصيحات معارضيه تخلفا وجدالا بغير علم ، يدافعون عن مخططاته باستماتة وبلا خجل ، ويصفون معارضيه بمجرد ظلاميين يفتقدون لما يتميز به معتوههم من علم وثقافة ، وإذا جادله أحد من رجال الدين والفقه، استنكروا عليه ذلك وجابهوه بكون العلم يناقش بالعلم وليس بالفقه، وكأن الفقه اقل من العلم والحال ان الفقه درجة أسمى من العلم.
في نقاش لي مع احد الاصدقاء رد علي قائلا ( إذا خفت عن ابنائك احرص على تربيتهم داخل البيت..) والغريب ان الصديق ذاته معروف بنضالاته ومشاركاته في حركات مناهضة لاعوجاجات اخرى، ومع ذلك يختزل مناهضتي لمخطط منحرف في شخصي ويستنكر علي مشاركة المجتمع في رفض الانحراف والانحلال الأخلاقي.
إذا كان رفضنا لهرطقات وتخاريف رامية إلى قتل القيم المثلى ظلامية، فإن بظلاميتنا نسلط الضوء على نورانيتهم .

أحمد ادبوقري

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى