تربويات

التعليم الأولي بأكاديمية سوس .. انتقاء تحت المقاس ورداءة في التكوين!

استثمرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أموالا طائلة لتعميم التعليم الأولي باعتباره ورشا يحظى بعناية سامية. وقد صرفت من ميزانيتها لتنزيل مضامين خارطة الطريق 2026/2022 المتعلقة بهذا الورش الملكي لحد الآن أكثر من 160 مليار سنتيم، صرفت في إعداد البنية التحتية من بناء للحجرات الدراسية وتجهيزها، إلا أن ذلك لم تعكسه النتائج التي تحققت على أرض الواقع ببعض الأكاديميات، خصوصا أكاديمية جهة سوس-ماسة، التي تئن وتعاني فيها المنظومة التربوية من تداعيات ومخلفات حصيلة التدبير الكارثي لمحمد جاي المنصوري.

ولم تثمر مجهودات الوزارة ولم تحذث اي أثؤ بأكاديمية سوس- ماسة، التي احتلت مراتب مخجلة جدا، كحصيلة لمديرها المحال على التقاعد محمد جاي المنصوري، الذي وصفت سنوات تدبيره بالعجاف، وكان عنوانها البارز الفشل، والتراجع الخطير على مستوى جميع المؤشرات. وفضح الزلزال الأخير الكثير منها، فيما كشفت الأرقام المضخمة، وغير الصحيحة المقدمة للوزارة في أشغال المجالس الإدارية السابقة، خصوصا المتعلقة منها بالتعليم الأولي، التلاعب الحاصل، وغياب التنسيق، وفضحت تدبير المديريات الذي يتم خارج الضوابط، والتصور، والمنهجية التي رسمتها الوزارة، وبالخصوص مديرية تيزنيت.

ويرى المختصون أنه وعلى الرغم من المجهودات الجبارة التي بذلهتا مديرة أكاديمية سوس، الدكتورة وفاء شاكر، إلا أن حصيلة ما تراكم من أعطاب في عهد سلفها استنزف المنظومة بسوس كليا، وأفشل الكثير من المشاريع، وعلى رأسها مشروع الملكي لتعميم التعليم الأولي. ويبدو ذلك واضحا ومكشوفا بمديرية تيزنيت المنكوبة تدبيريا، باعتبارها أسوء نموذج للتعامل مع الأوراش الملكية بالمغرب، وتفريخ المشاكل، والأخطاء التدبيرية الجسيمة، آخرها اللائحة الثانية للتكليفات المشبوهة المعلن عنها الأسبوع الماضي، والمقتصرة على المقربين من أصدقاء المديرية، والمعلن عنها بعد تنويم النقابات في الجولة الأخيرة للجنة الإقليمية للتشاور والتتبع التي وصفت مصادر خاصة نتيجتها بالجعجعة بلا طحين.

وأكد محمد بن دبو الخبير في التخطيط أن رئيس قسم الشؤون التربوية ورئيس مصلحة التعليم الأولي بالأكاديمية، والمدراء الإقليميين خصوصا بتيزنيت، ومسؤولات المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي FMPS بسوس يتخبطون بشكل فظيع ومثير للشفقة في تدبير أقسام التعليم الأولي، وهو ما عكسته التكوينات الهزيلة الأخيرة التي نظمتها هذه الجمعية FMPS بمديرية تيزنيت، التي افتتحها المهدي الرحيوي بكثير من البروطوكولات والبهرجة، واستمرت من شهر يوليوز حتى منتصف شهر شتنبر، مرت في ظروف مزرية، وغير سليمة إداريا وتربويا، استفادت فيها المربيات (أزيد من 100 مربية) من تكوين أساس (400 ساعة)، هزيل جدا، سخرت له هذه جمعية FMPS على انفراد، مؤطرات تم اختيارهن من بين المربيات، بعد استفادتهن من حصص تكوينية هزيلة غير متخصصة، وهو مانسف شعار الجودة الذي سجلته الوزارة في أولوياتها.

وأضاف الخبير محمد بن دبو أن هذا التكوين العشوائي والهزيل المومأ إليه أعلاه، تحول لحلبة لسرد 10 مصوغات بشكل عشوائي يوميا، من الساعة 09:00 صباحا حتى الساعة 18:00 بعد الزوال، من الإثنين إلى السبت، تتخلله ساعة تخصص لوجبة الغذاء، الذي تتناوله المربيات على حسابهن الشخصي، في الوقت الذي تعج فيه مديرية تيزنيت بالمفتشين التربويين (13مفتشا تربويا من بينهم 04 مفتشين استفادوا في دفعتين من تكوين عن التعليم الأولي امتد لسنة دراسية كاملة بالدار البيضاء أطره خبراء مغاربة وبلجيكيون) باعتباهم المتخصصين دون سواهم، في انتقاء وتأطير أطر التدريس في مختلف المباريات الوطنية، مستغربا إقصائهم من قبل المدير الإقليمي بتيزنيت، بهذا الشكل غير القانوني، وغير المقبول من انتقاء المربيات، وحرمانهم من حقهم في الإشراف على تكوينهن، وتأطيرهن.

وفي سياق متصل يرجع المختصون أسباب فشل المسؤولين الإقليميين للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي FMPS بسوس في تدبير الملف، لمستواهم العلمي المتواضع جدا، ولهزالة تجربتهم، وضعف إلمامهم بميكانيزمات التدبير، في حين أنه لا يمكن اعتبار، ومناقشة أوحتى مقارنة مستوى من وكلت لهم هذه الجمعية FMPS الإشراف التربوي، إذ كيف يعقل أن تسند هذه الجمعية مهمة الإشراف التربوي الحساسة لأشخاص، تكلفهم بالقيام بزيارة المربيات، وتتبع تنزيلهن للإطار المنهجي، وتقييمهن، في حين أن مستواهم العلمي لا يتجاوز البكالوريا، وملخص تجربتهم لا تتعدى 03 سنوات من الممارسة كمربين، وفي رصيدهم التكويني الهزيل جدا 06 حصص تأطيرية بالدار البيضاء، وحصص أخرى عن بعد.

ويرى الخبير بن دبو أن الوضع خطير جدا، وينذر بكارثة تهدد بنسف مجهودات الوزارة، خصوص بمديريات سوس، وعلى رأسها مديرية تيزنيت التي أسست للعبث والفوضى وخرق القانون بدءا بعملية انتقاء المربيات، متسائلا كيف استساغ مسؤولوا الوزارة جهويا وإقليميا أن يتفرجوا على هذه المهزلة، دون أن يحركهم الوازع الأخلاقي، وميثاق المسؤولية لقطع الطريق عليها، وتصحيحها، مشددا على أن المراقبة التربوية والتأطير والتكوين اختصاص أصيل وحصري، يمارسه المفتشون التربويون، الذين يتمتعون بالكفاءة العلمية، والتجربة المهنية، والخبرة التربوية، على عكس من حشرتهم جمعية FMPS قصرا لأداء مهام الإشراف، والمراقبة التربوية الحساسة.

وأكدبن دبو أن إسناد الإنتقاء، وبعده التكوين، ثم الإشراف التربوي لغير المفتشين التربوين يدخل في خانة التطاول على المهام الأصيلة لهيئة التفتيش والتأطير التربوي، فيما اعتبر صرف ميزانيات ضخمة من قبل جمعية FMPS في هذا المسار غير السليم يدخل في خانة هدر المال العام، وهو ما استنفر قضاة المجلس الأعلى للحسابات الذين ستحل لجانهم في الأيام القليلة القادمة في كاديمية سوس ومديرياتها.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى