الرأي

خدام الدولة، ومواطنو الدولة والخارجين عن الدولة والذين لا حاجة للدولة بهم ولا مكان لهم داخل الدولة

محمد الصبان – حقائق24

هناك خدام للدولة لهم امتيازات من مستوى الدولة، وهناك مواطنون في الدولة لهم حقوق في مستوى الدولة، لكنهم قلة، أما باقي الشعب، بخدامه ومعطليه هم خارجين عن الدولة ولا حاجة للدولة بهم، فليذهبوا حيث يشاءون برا أو بحرا أو جوا، لا مكان لهم داخل الدولة، حقيق أنهم ولدوا في ارض الدولة، لكنهم غير مرغوب فيهم، لا امتياز لهم ولا حقوق لهم، فليذهبوا إلى جبهات القتال أو يركبوا مخاطر البحر، لا شأن للدولة بهم، هم فقط وجدوا بالصدفة وهم مزعجون، أرض الله واسعة فليرحلوا إلى حيث يشاءون، وإن لم يفعلوافليتواروا عن الأنظار خلف الأسوار لكيلا يعكروا مظهر الدولة، لقد رفعت الدولة يدها عن التعليم والصحة والأمن وصنفته من عيار امتيازاتها، فهو إذن في خدمة خدامها، أما من هم وراء الأسوار لا يهم ما يفعلوا في أنفسهم، لا امتياز لهم وليسوا في مستوى خدامها
خدام الدولة كثيرون، فيهم الأعيان والمثقفون والاشتراكيون والليبراليون ومهندسو القناطر … هم يعلمون أنهم من خدام الدولة، لذلك لا يجدون حرجا في الاستفادة من امتيازاتها، بل يرونه حقا مكتسبا بدخولهم في خانة خدام الدولة، لذلك تنافسوا بشرف أو دون شرف للوصول إلى حظوة خادم الدولة،
الدولة على علم باستفادات خدامها ولا ضير في ذلك، هناك قوانين

زعمائنا السياسيون يعلمون أن هناك فئتين على الأقل في البلاد، هناك الخدام وحظوتهم، وهناك الباقي خلف الاسوار، ليسا عيبا في بلد ديمقراطي…

هكذا إذن لا يحركون ساكنا حينما يتعلق الأمر بالامتيازات التي تقدمها الدولة لخدامها، يطأطئون رؤوسهم أو يصمتون علامة للرضى…

إعلاميونا كما يتخلفون دائما عن مواكبة الأحداث لا ينطقون بكلمة في انتظار صدور قرارات عليا، حين ذاك سيخرجون خناجرهم من أغمادها…

من يقطن بلاد الدولة ولا يخدمها عليه بدفع الضرائب…الضرائب كثيرة التي يجب عليه دفعها، هناك إتاوات وهناك تعشيرات وهناك المداخيل وعلى القيمة المضافة، حتى الضريبة على الثروة لا تعنيهم، فالثروة لم تعد عامة بل أصبحت في يد خدام الدولة ،… ليؤدوا الضرائب وإلا فليرحلوا عن الدولة، متخلف هو من يحسد خدام الدولة، اللهم لا حسد….

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى