مجتمع

رسالة مفتوحة من ” ياسين مهما ” إلى السيد والي جهة مراكش آسفي السيد كريم قسي لحلو المعين حديثا

في بداية سنة 2010 جاء إلى عمالة مراكش عامل إسمه “محمد مهيدية” ، كان هذا العامل عاملا حقا، شهد له الجميع بالاستقامة والجدية والتواضع والتفاني والقيام بالواجب. كان لا يخاف في الحق لومة لائم ، لم يكن يسمع للوصوليين والمتزلفين وماسحي “الكابة” و “المرايقية” والصحافة “المرتزقة” ، لم يكن يسمح لهم بتوجيهه أو التأثير عليه، كان ينصت إلى نبض الشارع، وكان يحسن الإنصات وقراءة هذا النبض،أحبه المواطنون وكرهه الانتهازيون .
رحل “مهيدية” كما رحل من كان قبله ومن جاء بعده، رحل وبقي الناس يترحمون عليه ويذكرونه بخير، ويقولون عنه “كان الله يعمرها دار”،
وقتها كان سكان مدينة مراكش يتحدثون عن مهيدية كما لو كانوا يتحدثون عن صديق أو قريب لهم .
منذ رحيل مهيدية لم يعرف إقليم مراكش عمالا بصموه أو طبعوه أو تركوا آثارا تدل عليهم، وأكاد أجزم أن المراكشيين لم يحفظوا إسم عامل من العمال الذين تعاقبوا على هذا الإقليم، قد يبقي العامل عدة سنوات وإذا سألت أحد المواطنين عن إسمه يجيبك “لا أعرفه” لا يتذكر إسمه إلا المقربون والمنتفعون.
نقول هذا الكلام ونحن إذ نرحب بك السيد “كريم قسي لحلو” و نتمنى لك النجاح والتوفيق في مهمتك الجديدة كوالي لجهة مراكش آسفي عاملا على إقليم مراكش ، ولكننا في نفس الوقت نضع أمامك عدة ملفات لابد من فتحها ودراستها ومعالجتها والتصدي لها بكل قوة وشجاعة.
هناك مقولة يرددها المراكشيون تقول:”من أراد أن يغتني من المسؤولين فليسعى إلى تعيينه بمراكش”. فكم من مسؤول كبر أو صغر منصبه ما أن يمر على تعيينه سنة أو سنتان حتى يتحنك “من الحناك” ويتكرش ويصبح من الملاكين والمضاربين العقاريين وذوي السيارات الفارهة.
وعملية حسابية بسيطة بين راتبه وممتلكاته كفيلة بكشف المستور، ولكن أين نحن من قانون ” من أين لك هذا؟” فالذين كانوا يطالبون به أصبحوا من معارضيه ومحاربيه .
الـــسيـــد الـــعــامــل كريم قسي لحلو : إن المسؤولين الذين ستجتمع أو اجتمعت بهم في جلسات العمل من رجال سلطة ورؤساء مصالح ومسؤولين ومنتخبين، كل أولئك كانوا قبل مجيئك يتولون مناصب ومسؤوليات في الشأن المحلي، وفي ظلهم انتشر الفساد برا وبحرا، وفي ظلهم عم سوء التسيير والتدبير، لقد اكتوى بنار هذا الفساد المواطنون البسطاء، الفاسدون سيبقون فاسدين لأنهم ألفوا الفساد وألفهم، لذا وجب اقتلاعهم، إنهم يحبون السباحة في الماء الآسن يجيدون الأسلوب المعسل، سيعطونك من طرف اللسان حلاوة ويروغون عنك كما يروغ الثعلب الماكر،جلهم استحلى الكرسي الذي يجلس عليه،وصار خبيرا في استعمال كل الوسائل للحفاظ عليه، سيخفون عليك الملفات ذات الروائح النتنة لأنها أن هي ظهرت ستجرفهم ومن معهم ، سيقدم كل واحد منهم نفسه على أنه المصلح الذي أنجز وحقق وووو…
نؤكد لكم السيد العامل أن ساكنة مدينة مراكش جد متذمرة وساخطة من تصرفات وسلوكات وممارسات مسؤولي المدينة ، سيقول لكم المسؤولون عن جميع القطاعات إن كل شيء على ما يرام. ويقول لكم عامة الناس أن لا شيء في هذه المدينة على ما يرام .
فهل يستحق هذا الإقليم ”مراكش والمراكشيين” ذي الخيرات العميمة والمآثر السياحية ذات الشهرة العالمية ، جذابة الألباب وساحرة القلوب، سكانه كرماء مضيافون حتى ولو كانت بهم خصاصة، كل هذه المعاناة وهذا التسيير والتدبير السيئين وهذا التهميش، وهذه الحكرة…؟
فنتوجه إليك السيد العامل الجديد على مراكش بهذه الرسالة الصادقة والنبيلة، بعد أن مسنا الضر وكثر فينا الضرر في عهد خلفك غير الصالح، نلتمس فيك خيرا لإعادة الاعتبار للمدينة بعد أن تحولت مراكش من مدينة الى قرية، وتألمنا كثيرا بعد ان أصبح كل أمي وجاهل، مرتزق ومتملق من نخب هذه المدينة، فيما تم تهميش كل المثقفين والعلماء والكتاب والمؤلفين، وكل من له رأي صائب في مصلحة المدينة والوطن.
وختاما أيها العامل الجديد ، خذ مني كإبن مدينة مراكش من حيث المولد و المنشأ {فأنت قبل أن تكون مسؤولا فأنت أخ لنا في الإسلام والواجب علينا تقديم النصح لك} النصائح التالية :
 – القطيعة مع مهرجانات السوء والبذخ وتبذير الاموال .
 – محاربة الفساد والفاسدين وناهبي المال العام في جميع القطاعات والمؤسسات والادارات .
 – القطيعة الكلية مع بعض الصحافة المحلية الفاسدة المرتزقة، المتملقة والمشجعة على الفساد.
 – فتح تحقيق في المشاريع المتوقفة في المدينة كمشروع الحاضرة المتجددة .
 – إيقاف طوفان السكن العشوائي والضرب بيد من حديد على كل من يقف وراءه .
 – إعادة الإعتبار إلى الملاعب الرياضية بمدينة مراكش بعد أن تم تأجيرها وتحويلها الى فضاءات للصوص والاسترزاق.
 – إيقاف العبث بنسيج المدينة الحضري .
 – محاربة اللوبيات المسترزقة من ملك الدولة العام كمواقف السيارات والأسواق.
 – حماية المدينة من لوبيات العقار الذين استنزفوا الوعاء العقاري ولم يعد للمواطن القدرة على اقتناء السكن.
 – والبقية ستأتي يا سيادة العامل بعد تسلمكم لمهامكم عمليا.
هذا غيض من فيض، وهناك ملفات أخرى كثيرة ، إنه إرث تقيل وملفات صعبة ومعقدة تنتظركم، ولا يسعنا إلا أن نقول لكم “الله يحسن عوانكم”. إن المهمة ليست سهلة ولكن على السي “كريم قسي لحلو” ليست بالصعبة.
واعلم السيد “كريم قسي لحلو” أن غدا لناظره لقريب،غدا سترحل ولابد أنك راحل، غدا لن ينفعك المنافقون ولا المتزلفون ولا المتملقون، غدا عندما ترحل ستنام نوما عميقا وأنت مرتاح الضمير، مدينة مراكش تنتظر بصماتك، أبصمها خير بصمة: بصمة عبارة عن حق ترده لكل مظلوم وعن بسمة تطبعها على شفتي كل حزين وعن خير تزرعه في قلب كل محروم، بصمة تجعل كل مواطن من مواطني مدينة مراكش يردد بعد رحيلك: ” كان سي كريم قسي لحلو الله يعمرها دار”.
فنرجو من العلي القدير أن تكون لنا أيها الوالي/العامل الجديد خير خلف لأسوء سلف، وترد الاعتبار لإقليم مراكش وساكنته ، ولكم منا كل الدعاء بالتوفيق في هذه المهمة النبيلة والصعبة.
ياسين مهما _

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى