الرأي

الوصولي والمناضل في معركة الانتخابات بآيت باعمران

idsalm

بقلم عبد النبي إدسالم

أكيد أن كل الكائنات السياسية والفاعلين السياسيين والمهتمين بشؤون إقليم أيت باعمران الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لا شغل شاغل لها هاته الأيام إلا موضوع  نكتة الإنتخابات البرلمانية المقبلة ليوم 7 أكتوبر، حيث لكل موقعه وحساباته، أكانت شخصية أو سياسية…، لن ندخل في لعب الشطرنج هاته، ولكننا من موقع كوننا مرضى سياسيين لابد أن نقول كلمتنا في حق مجرى الأمور باقليم أيت باعمران، إذ فكرنا في مقاربة علاقة الوصولي بالمثقف هناك، كلما قرعت طبول الحرب السياسية الإنتخابوية.

فالمثقف والوصولي في الإقليم التاريخي كلاهما ينتميان تقريبا إلى نفس الفئة الاجتماعية، أكانت فقيرة أو متوسطة، وغالبا ما يكونان من الأخيرة. الأول ينزعج حين يرى الوصولي يلعب دوره، أما الأخير فيرى في المناضل المثقف ذاك الانسان الذي يرى الأمور من الخارج ولا يعرف كنهها عمقها وخباياها، ويصنفه ضمن فئة السذاج.

غير أن المثقف يرى في نفسه داك المنخرط في مواجهة مفتوحة الزمان والمكان مع المتحكمين في زمام الأمور واللاعبين السياسيين المفضلين لدى المخزن من أعيان، ذوي المصالح ورجال السلطة والمال…. مما يضعه أمام لعبة غير متكافئة وغير متوازنة القوى، فسلاحه الكلمة وتوصيل الخطاب والتنوير والدمقرطة عبر فضح أساليب المناورة والتلاعب بكل أشكاله لدى الفئة السابقة الذكر، وتواجهه هي الاخرى باستعمال الاشاعة، الكذب ، القدف، والسب والتهديد أحيانا.

فحين يرى الوصولي أن إمتداد فكر المناضل  المثقف وتراكماته تحدث صدى ,واستجابة وانتشار يحاول التقرب من المناضل، يعلن تنازلات ويصطف الى جانبه  ويعلن توبته أيضا، ويقع هذا أكثر عندما تشتد الحرب بين اللاعبين الرسميين السياسيين أوالسياساويين في الانتخابات بأيت باعمران، و يحاول من خلالها الوصولي اللعب على هذا الوثر، لرفع أسهمه في  السوق الانتخابية، ويكون كبورصة وولت ستريت الأمريكية  حيث ترتفع وتنزل من حين لاخر، خاصة عندما لا يفي أحد اللاعبين بوعوده للوصولي من قبل تزكية في لائحة الشباب أو غرض من أغراضه التي تستعجل الحل و أن تقضى  انا.

فعندما يقف الوصولي أمام جدار حائط برلين  الذي بناه المثقف، يلتجأ الى من يمارسه نفس الحرفة الوقحة ويقوي علاقاته به من أجل بلوغ بفس الهذف، وتعود العلاقة الغرامية بين الوصولي و الأصولي، لأن لا أحده منهم سيحتقر الاخر ولن يعيبه فهو أنا الأخر بتعبير المحلل النفسي سيكموند فرويد في نظر كل منهم، ولا يشتد الخلاف بين العشاق الوصوليين إلا حين يرى  الواحد أن الأخر خطر عليه في نيل بركة السلطان المحلي، النافذ، أو خطر على مصالحه المادية.

ولكن عندما يتوحدان يوجهان ضربات قوية لتحالف الماضلين، وبكل الوسائل،  لخلخة تلاقي االمناضلين المثقفين وأفكارهم  وانتظاراتهم ويعود الصراع الإيديولوجي والفكري وتطفو على السطح أخطائهم النضالية الى ساحة النقاش لإلهائهم وتفرقتهم، ليجد الوصولي مكانته اللائقة بجانب  الأعيان وذوي النفوذ كيفما أراد وأحب، ويلتزم مع أحدهم في المعركة الكاريكاتورية للإنتخابات بضمانات ووووو…

تلك هي حالة أيت باعمران اليوم كلما اقترب يوم 7 اكتوبر، الذي ستغلق الهواتف بعده بيوم ولا يجيب السلطان المحلي وسينشغل بالتحالف الحكومي وتكوين الفرق واللجن البرلمالنية وغيرها مما تيسر فهمهم من السياسة المغربية المكشوفة لا المستورة.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى