تحقيقات

تارودانت : مشروع تزويد بعض دواوير جماعة ايمولاس بالماء الشروب مشروع معطل التهم الملايين والساكنة تلتهم الصمت

راشيد واعراب/ تارودانت
يبدو أن جماعة إيمولاس بإقليم تارودانت قد أخلفت موعدها مع التنمية الحقيقية المنشودة من خلال العديد من المظاهر والتجليات الملموس منها وغير الملموس ، فالكثير من المشاريع إما معطلة أو مغشوشة نظرا لعيوب في انجازها أو أنها لم تخضع لدراسة واضحة الجدوى وتم تمريرها في اطار التسيير العشوائي والزبونية والمحسوبية دون ادنى مراقبة ولا متابعة ودون احترام لمقتضيات دفاتر التحملات .وخير مثال على ذلك ما يتداول بين ساكنة الدواوير المعنية (أنظر الصورة رقم 3) من أخبار وتعاليق تتمحور حول الخروقات في الشكل (طريقة تفويت الصفقة) وخروقات في المضمون ( العيوب والغش في الأشغال ) التي شابت مشروع تزويد هده الدواوير بالماء الشروب وحجم الغلاف المالي المرصود لهذا المشروع الذي انطلقت الأشغال به منذ 2014  بعد المصادقة على اتفاقية التمويل بين الجماعة ووكالة الحوض المائي والمديرية العامة للجماعات المحلية ،في المرحلة الأولى من المشروع تم إنجاز ثمانية ثقوب استكشافية عن الماء بتكلفة تقريبية تتراوح 141 مليون سنتيم بمعدل 17 مليون سنتيم للبئر الاستكشافي،المبلغ كبير جدا مقارنة بالفرشة المائية المهمة التي تتوفرعليها المنطقة ويمكن استيعاب المبلغ عند التنقيب عن الماء في الصحراء الكبرى، تليها مرحلة الإنجاز والتوزيع التي كلفت بدوار ايمولاس لوحده حوالي112 مليون سنتيم وبدوار أسكا 113 م س .
وفي معاينة بسيطة للمشروع في الجانب المتعلق بدوار إيمولاس يتبين  بالملموس بأن المعايير المعمول بها في هدا الصدد غائبة حيث أنه لم تحترم درجة عمق الخندق الذي يحتوي قناة التوزيع ولا عرضه ولا شروط وضع القناة ولم يتم وضع فراش من الرمل او الكرافيت أوالتراب المغربل لهده القناة (Lit en sable ou en gravette ) كما هو متعارف عليه في الإيصال الفردي للماء أما شهادة المطابقة للاستعمال الغدائي (Certificat d’alimentarité) بالنسبة لقناة التوزيع وباقي قنوات الربط فمستبعد أن تتوفر فيهم ما دامت المعايير الأولية منعدمة .كذلك الخزان كما توضح الصور(4-5-6) لم ينج بدوره من الإهمال وغياب الصيانة . المعايير التقنية والفنية لم يتم التقيد بها إدن خلال تنفيذ هدا المشروع مما أدى الى تسربات مهمة للماء على مستوى قناة التوزيع المذكورة (الصورة رقم 2) خصوصا في المقطع الذي يربط بين منشأة جلب الماء(الصورة رقم1) وخزان التوزيع (الصورة رقم 4) ،وللإشارة فإنه يتم تزويد دار الطالبة المتواجدة بالجماعة بالماء من الخزان المذكور عبر أنبوب بلاستيكي عشوائي(الصورة.ر.9) يمر بين الاشجار متدليا و مشوها جمالية الطبيعة وتعتريه هو أيضا تسربات لهده المادة الحيوية ، بعد إنزال تفتيشي مفاجئ بدار الطالبة من لدن اللجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتارودانت وقفت على إثره على مجموعة من الإشكاليات المتعلقة بالنظافة والسلامة الصحية المرتبطة بتقطع التزويد بالماء لمؤسسة الرعاية الاجتماعية السابقة الذكر، بعدها قام رئيس المجلس الجماعي السابق بإصدار تعليماته لتزويدها بالماء من الخزان المذكور لضمان استمرار خدمة الماء للمؤسسة قصد تفادي أية ملاحقة أو عقوبة قد تطال هده الأخيرة وهي تشكل المصدر الأساسي للولاء والتبعية للسياسي الأول في المنطقة.
وفي نفس السياق تم تشكيل جمعية بايمولاس بغرض استكمال تنفيذ المشروع من جيوب الساكنة المعوزة أصلا عوض رفع المطلب بفتح تحقيق نزيه حول ملابسات المشروع وحجم الأغلفة المالية المهمة المرصودة له ،إلى عامل الاقليم بصفته رئيس اللجنة الاقليمية للماء وإن اقتضى الحال توجيه الطلب الى المجلس الجهوي للحسابات في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة وتفعيل مبدأ التدبير العقلاني والرشيد للمال العام .و الأمر المحير والغريب في نفس الوقت بالنسبة لمتتبعي الشأن المحلي بالمنطقة هو وضع  رئيس المجلس الجماعي السابق العراقيل والتبريرات الواهية لأسباب انتخابية ضيقة أمام تسلم الجمعية المحدثة بإيمولاس ملف تدبير هدا المشروع مع العلم بأن المجلس الجماعي صادق على التفويت في منتصف هده السنة حسب بعض المصادر.
وفي علاقة بالموضوع ، تمت استضافة رئيس المجلس الجماعي السابق بتاريخ السنة الماضية في إطار برنامج إذاعي عبر راديو أصوات قصد الإجابة عن بعض الإشكاليات التي تعاني منها ساكنة المنطقة ،في بداية البرنامج تم تسجيل ارتباك وتلعثم لدى الضيف خصوصا وأن المستضيف رجل قانون من طينة الدكتور معتوق، بالغ الضيف في الإطناب والمجاملة حد الثمالة موظفا أسلوب التملق والمجاملة بهدف استمالة المستضيف .وأشار إلى مجموعة من النقاط تحدث  من خلالها على ميزتي الصبر والهزالة التي تتسم بهما الميزانية الجماعية ؟؟؟ (شراء سيارة الدفع الرباعي ) بحسب قوله معبرا عن دور التسيير المحكم في تدبير أمور الجماعة ومشيدا بأخلاق مكونات المجلس الجماعي وتفهمهم لكل القرارات المتخذة ،وارتباطا بموضوع التزويد بالماء الشروب صرح الضيف بأن نصف الساكنة ستزود بالماء في غضون ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر الأمر الذي يفنده التاريخ ونحن على مشارف نهاية 2018 وأضاف قائلا : نحن في طور إعداد هيكلة للماء عبر بناء محطات المعالجة ؟؟؟ وأشياء كثيرة لا يسع المجال لذكرها …وجدير بالذكر بأن الأهمية الكبيرة التي يكتسيها مشروع التزويد بالماء الشروب لإيمولاس تنبثق من كونه سيمد السوق كمرفق عمومي يحتوي مجموعة من المتاجر والمقاهي والمجزرة والمستوصف وإدارة الجماعة بنفسها فهو يشكل إدن العمود الفقري فيما يخص حاجيات الساكنة ومتطلباتها وسيساهم في تحسين شروط السلامة الصحية وانتعاش الأنشطة التجارية المرتبطة بالماء وغيرها .
وقبل الختام تتسائل الساكنة كعادتها عن دور المنتخبين في المجالس الجماعية إدا لم يترافعوا على مشاكل من صوت عليهم قصد تمثيلهم أحسن تمثيل ومطالبة رئاسة المجلس الجماعي عند الدورات أو خلال الاجتماعات بإدراج نقطة معينة في جدول الأعمال لدراستها والتصويت عليها وفق مبادئ التقييم المستمر والمراقبة الداخلية والإفتحاص .وضرورة وضع منظومة لتتبع المشاريع والبرامج من قبل المجلس وكذلك القطع مع أساليب التدبير العشوائي وريع المجالس المنتخبة .الساكنة بدورها مطالبة بأن تتكتل في إطارات مدنية منظمة وتوحيد الجهود لتعبئة المواطن وتأطيره قصد تنمية الفعل النضالي وتفعيل دورها التشاركي والرقابي لعمل المجلس عملا بمقتضيات الدستور والقوانين الجاري بها العمل فيما يخص تنظيم وتقنين عمل المجالس الجماعية…وختاما ترد الساكنة على مقولة ضيف البرنامج الإذاعي المذكور (كاين الحل مع الدكتور معتوق )التي مفادها : لي ماكا إيفوتش الكارونت ماشي رئيس …وتقول بنبرة سخرية : الحديدة مصدية أو وراقها مدرحين يا تطيح فشي كدية ،يا إيشدوها صحاب الوقت أوتمشي للفوريان .

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى