حوارات

خديجة فرتاح لـ” حقائق24″: عراقيل العمل الجمعوي تحدي و حافز يرفع الرهان على بلوغ الأهداف

حوار: عبد الحليم الحيول

تترأس السيدة خديجة فرتاح جمعية عامر للنهوض بالعالم القروي، و هي جمعية فتية تنشط بإقليم سلا و تسعى إلى تحقيق كثير من الطموحات في ظل واقع ليس من السهل مواجهة إكراهاته، لكن الفاعلة الجمعوية تمكنت في فترة وجيزة من ترسيخ اسم جمعيتها وسط النسيج الجمعوي للإقليم و تحذوهاالرغبة في الارتقاء بالتعليم الأولي العمومي، كما يشغلها هاجس النهوض بأوضاع المرأة و الطفولة و ذوي الاحتياجات الخاصة و محو الأمية، في الحوار التالي تفتح خديجة فرتاح قلبها لقراء حقائق24.

*- أهلا بك السيدة خديجة فرتاح في ضيافة جريدة حقائق24.

شكرا لجريدتكم على هذه الدعوة الكريمة.

*- كيف تقربين قراء حقائق24 من جمعيتكم الفتية؟

*- جمعية عامر للنهوض بالعالم القروي جمعية حديثة التأسيس و قد أملت خلقها اعتبارات عديدة من أهمها رغبة العضوات المؤسسات في المساهمة في برامج التنمية التي تهم المنطقة و خاصة ما تعلق منها بالطفولة و المرأة و دعم و مواكبة الفئات الهشة و ذوي الاحتياجات الخاصة، و على هذا الأساس فالجمعية تهدف إلى خلق جسور التواصل و التكافل بين سكان جماعة عامر.

*نجحتم في مدة وجيزة في خلق علاقات واسعة مع النسيج الجمعوي بإقليم سلا، على أية أهداف بنيتكم هذه العلاقات و ماذا تتوسمون منها ؟

*- نعم بالفعل، لقد نجحت الجمعية في ربط صلات واسعة مع النسيج الجمعوي بإقليم سلا و صارت، و الحمد لله جزء لا يتجزأ من هذا النسيج الذي يولي اعتبارا فائقا للتعليم الأولي، فضلا عن اهتمامات أخرى، و هدفنا من الانخراط في أنشطة هذا النسيج يتجلى في رغبة جمعيتنا في الاستفادة من تجارب و خبرات من سبقونا إلى العمل الجمعوي و راكمواانجازات عادت بالنفع على ساكنة المنطقة، كما أننا نهدف أيضا إلىالمساهمة قدر الإمكان في تعزيز التلاحم و التضامن بين كافة الأطر الجمعوية الحريصة على خدمة الساكنة.

*- من خلال الأنشطة التي نظمتموها كجمعية أو حضرها ممثلوكم، يلاحظ اهتمامكم بشكل خاص بالتعليم الأولي، فما هي أهمية هذا النوع من التعليم بالنسبة لجمعيتكم؟

*-كما لاحظتم فجمعية عامر للنهوض بالعالم القروي راهنت في مقام أول على المشاركة الواسعة في كافة الأنشطة ذات الصلة بالتعليم و خاصة الأولي بالنظر إلى أهمية هذا النوع من التعليم بالنسبة لأطفال المنطقة، فنحن هنا ننطلق من قناعة راسخة بأن التعليم الأولي يعتبر ضروريا و إلزاميا لإعطاء الناشئة فرصة تلقي المبادئ الأولية للكتابة و القراءة و التحصيل الدراسي لضمان مسار تعليمي موقف لهذه الشريحة من أبنائناالأعزاء و عليه فإن الارتقاء بجودة التعليم الأولي أصبحت بالفعل هاجسا كبيرا يحرك جمعيتنا و يهين على أنشطتها و توجهاتها، و هذا يحدث رغم أن لدينا أهدافا أخرى تتجاوز قطاع التعليم و تسعى إلى فتح أوراش و برامج عمل في مجالات عديدة.

*- كيف تنظرون إلى واقع هذا التعليم بجماعة عامر ؟ ما هو تقييمكم له  و ما هي اقتراحاتكم للارتقاء به؟

التعليم الأولي بجماعة عامر مازال يعاني من عدة مشاكل و أعطاب منها ما هو ذاتي و منها ما هو موضوعي، لكن الجماعة منخرطة بشكل كبير في برامج الحكومة في هذا الصدد و الجمعيات تسعى بإمكانياتها المتواضعة للقيام بعمل جاد و مسؤول يلبي قدر الإمكان حاجة أطفال الجماعة الىتعليم أولي يوفر القرب و الجودة المطلوبة، و نقترح هنا عدم ادخار أي جهدالارتقاء بجودة هذا التعليم كما ندعو الفاعلين و المهتمين و كافة المسؤولينإلى دعم مجهوداتنا لتوفير العدد الكافي من الحجرات الدراسية للأطفالوتجهيزها بالمستلزمات الضرورية و الوسائل الديداكتيكية و التربوية، مع الاعتماد في العملية التعليمية على مربيات من ذوات التكوين و الخبرة في هذا المجال.

*- اخترتم مجابهة تحديات النهوض بالعالم القروي، ما هي برامج جمعيتكم في هذا الصدد؟

يشغلنا في الوقت الراهن موضوع التعليم الأولي و نحن منكبون على تنفيذ برنامج الجمعية في هذا الشأن الهام المرتبط بمستقبل أطفال عامر، لكن طموحاتنا و أهدافنا لا تقف عند هذا الحد، ذلك أننا وضعنا مشاريع برامج تهم ايضا محاربة الأمية و تحفيظ القرآن الكريم و مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك المعوزين والأرامل.

*- أنت كسيدة تمارس العمل الجمعوي بالعالم القروي كيف وجدت هذه الممارسة؟ و ما هو نوع الصعوبات التي واجهتك خصوصافي البداية؟

قبل تأسيس الجمعية كنا واعين بطبيعة الصعوبات التي يمكن أن نواجهها، خصوصا في وسط قروي ما زال في حاجة إلى مشاريع تنموية في مختلف المجالات، و قد استحضرنا قبل التأسيس الإشكالات الكبرى التي تعرفها الجماعة و لاحظنا ما عرفته من نمو ديمغرافي سريع في السنوات الأخيرة، و اعتبرنا ذلك مؤشرا على الحاجة الماسة إلى جمعية تضم صوتها إلى باقي الأصوات الجمعوية المنادية بضرورة تحقيق إقلاع تنموي مستدام بجماعة عامر، لكن بعد التأسيس و مع الممارسة تبين أن تلك الإشكالات عميقة و مزمنة و قد تراكمت منذ سنوات خلت ما جعلنا نواجه صعوبات جمة زاد من حدتها غياب أي نوع من أنواع الدعم و المساندة لأنشطة الجمعية و برامجها التي ما تزال تمول من جيوب أعضاء المكتب في انتظار الحصول على تمويلات حقيقية كفيلة بتمكيننا من أداء دورنا في ظروف أفضل.

*- ما هي رسالتك كرئيسة جمعية إلى نساء العالم القروي الراغبات في الالتحاق بالعمل الجمعوي؟

رسالتي لن تكون منفرة أو داعية إلى التخلي عن العمل الجمعوي، رغم ما يكتنفه من صعوبات، و إنما أصر هنا بكل تأكيد على شحذ همة كل امرأةقروية أو حضرية لديها ميولات لهذه الممارسة، و أدعوهن جميعا من هذا المنبر إلى التحلي بإرادة قوية وبالصبر من أجل تحقيق الاستمرارية و تجاوز كافة أشكال العراقيل التي تعتبرها اليوم حافزا يقوي التحدي و يرفع الرهان على بلوغ الأهداف تدريجيا و ليس دفعة واحدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى