مجتمع

تسونامي الإشاعة يضرب مستشفى الحسن الثاني بأكادير

حقائق24/أكادير

 راجت في الآونة الأخيرة، و على نطاق واسع تدوينة موجعة على موقع التواصل الاجتماعي، تحدثت عن حالة إهمال طبي فظيع لا يمكن لكل ذي ضمير حي سوى ان يتعاطف مع الطفل حمزة ضحيته المزعومة.

لقد صورت التدوينة الضحية في وضعية صحية متردية للغاية، و لهذا السبب لقيت حالته أكثر بكثير من التعاطف فقد كان صادما و مستفزا للمشاعر و مدعاة للسخط الشديد على واقع القطاع الصحي ما تم الحديث عنه، و لم تترك فظاعته أية فرصة لدى المتلقي للتساؤل عن مدى صحة ما جاء فيه،حيث سيصبح السؤال بعد إلقاء الضوء على الحقيقة هل: ما الهدف وراء نسج مثل هذه الأخبار الزائفة التي تتلاعب بمشاعر المواطنين، و ربما تستهدف أيضا التلاعب بجيوبهم.

 لدى قيام “حقائق24” بالتحري عن النازلة، بدا من أول وهلة أن الخبر الأساسي عار من الصحة ، ثم تأكد ان جناح الأطفال بمستشفى الحسن الثاني بأكادير لا يوجد به نزيل بلغت حالته الصحية ذلك المستوى الفظيع الذي وصفت به حالة الطفل حمزة،لقد كان كل شيء مختلقا سواء الخبر الأساسي أو التفاصيل و التنويعات التي نسجت لهدف غير برئ على الإطلاق.

بالنفي القاطع و الاندهاش تلقت مصادر “حقائق24” من داخل المستشفى تساؤلاتنا بشان ما جاء في التدوينة، وظهر أن الخبر لم يكن فقط عاريا من الصحة و لا مختلقا بالكامل و على مستوى جميع التفاصيل، بل مغرضا أيضا و له أهدافه و مساعيه التي يمكن إلا تتجاوز النصب عاطفيا و ماديا على المواطنين باستدرار عطف ذوي القلوب الرحيمة و دعوتهم للتبرع لفائدة الضحية المزعومة. لكنها أهداف تبقى في النهاية ضيقة غير أن إساءتها و أضرارها تفوق كل أفق متوقع.

 لهذا جملة و تفصيلا يستحسن أن يتسلح المتلقي بعتاد كبير من الأسئلة لمجابهة مثل هذه التدوينات و تفكيك مضامينها و خلفياتها، قبل إطلاق العنان لعواطفه، فليس كل ما يقال صحيحا و صدق جل و علا إذ قال في محكم تنزيله ” يا أيها الذين أمنوا أذا جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصحبوا على ما فعلتهم نادمين”.

 

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى