الرأي

الفرشيوي .. عباس محمود العقاد .. شكوكو والراقصة .. وزمن الصعاليك الهابط

عمر أعكيريش

حكاية أعجبتني ولعل فيها ما يرمز إلى واقعنا المؤلم المر، صحفي مندفع متحادق، سأل الكاتب المصري المعروف ﻋﺒﺎﺱ محمود ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ، ذات جلسة: من منكما أكثر شهرة، أنت أم محموده ﺷﻜﻮﻛﻮ؟! وشكوكو هذا هو مونولوجست مصري هزلي مشهور، كان يرتدي ثياب المهرجين لإضحاك الناس، رد العقاد ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ: ﻣين ﺷﻜﻮﻛﻮ …!؟ ولما وصلت القصة ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ قال للصحفي: “قول لصاحبك العقاد ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ، ويقف على أحد الأرصفة وسأقف على ﺭﺻﻴﻒ مقابل، ﻭﻧﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ (هتتجمع) ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻦ ..!”

وهنا رد العقاد: “قولوا ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻭﻳﺨﻠﻲ “ﺭﻗّﺎﺻﺔ” ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﺍلثاﻧﻲ ﻭﻳﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ (حتتلم) على مين أﻛﺘﺮ ..!.”

عبارة العقاد الأخيرة رغم قسوتها إلا أنها تحمل رسالة بليغة عن المستوى العلمي والعمق الشخصي الشعبي العام.

مفادها أن القيمة لا تُقاس بالجماهيرية ولا بالشهرة. بل إنك -وفي أحيان كثيرة- تجد أنه كلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط، كلما ازداد جماهيريةة وشهرة.
ميل الناس إلى الاحتفاء بالهشاشة والسهولة والتهريج والسطحية ليس جديداً، بل هو امتداد لعصور خلت، احتفى الناس خلالها بالمهرجين والتافهين، ونصبوا المشانق والمقاصل للنوابغ والفلتات..

تكريم هبة الفرشيوي ملكة ” الرياضيات الإفريقية” ابنة مدينة بيوكرى حاضرة إقليم اشتوكة ايت باها، بمبلغ 5000 درهم دون أي اهتمام إعلامي أو رسمي من المسؤولين… يسائل كل غيور عما آلت إليه الأوضاع في بلد، كان من المفروض الالتفات والعناية بالمواهب والأدمغة، عوض إغداق المنح والهدايا على بعض التافهين.. وإلا فلا تسألوا هبة يوما ما لم تنكرت لوطنها، ووظفت خبراتها وطاقاتها العلمية لبلد آخر احتضنها وقدر مواهبها..

أحدهم علق قائلا “لو كانت واحدة من الراقصين والطبالين والزمارين لاحتشدوا جميعا في المطارات لاستقبالها، ولفتحوا لها المنصات الشرفية.. هل فهمتم الآن لماذا تهرب الكفاءات والأدمغة المغربية نحو الخارج ؟”.

خلاصة القول : “أن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام لقد تغير الزمن، زمن الحق والقيم، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء بكل تفاهتهم وفسادهم .

فعند غياب القيم والمبادئ الراقية يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيَماً !
إنه زمن الصعاليك الهابط !
وكم من شكوكو ومن رقاصة اليوم يُمَجٌَدون!!٠

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى