جهويات

مدخل ” مارينا” بأكادير” .. عندما يفضح الواقع خطابات الحملات الانتخابية المبكرة

حقائق24/ أكادير

في وقت اغتنمت فيه عدد من الجماعات ظروف جائحة كورونا لانجاز عدد من  المشاريع على مستوى البنيات التحتية، ما زالت مدارة ” مارينا” بأكاديرتنذب حظها العاثر، و تجتر نفس واقع الاهمال المتراكم منذ سنين طويلة، و كأن هذا المدخل إلى قلب عاصمة سوس قد سقط سهوا أو نكاية من دائرة اعتبار المسؤولين سواء بالمجلس الجماعي أو الاقليمي أو مجلس الجهة فضلا عن السلطات المحلية التي تتفرج في صمت على تكريس مظاهر  البدونة و الترييف في واحد من أهم مداخل المدينة التي تعتبر السياحة بمثابة قاطرة اقتصادية و تنموية.

و الظاهر من خلال ما تراه العين المجردة  أن هذا المدخل مكان مهجور ، لم يعد يؤدي تلك الوظيفة التي تسند إلى مداخل المدن للترحاب بالوافدين و إعطائهم انطباعا أوليا عن المدينة قبل  ولوجها و اكتشاف ما تزخر به من مميزات، بل هو مجرد مقطع طرقي بمدارة مهملة، صارت منذ أمد ملجأ للمشردين و قبلة لجحافل من عشاق النشوة الرخيصة يستمتعون فيها بالخلوة و لا احد يعكر صفو أمسياتهم و لياليهم الحمراء، حيث ” السيلسيون” و ” الدوليو”  يلعبان دورهما، ليكون المبيت في النهاية بعين المكان.

أكادير تستقبل زوارها بمدخل شبيه بمخيمات اللاجئين و يقينا، لا يمكن للمسؤولين كافة ألا يكونوا على علم بوضعية هذا المدخل، فماذا ينتظرون بعد كل هذه السنوات لإصلاحه؟ و لماذا يتحدث كثير منهم، و يثرثرون كثيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن المنجزات ” العظيمة التي ساهموا من خلالها في صناعة مجد غير مسبوق لأكادير؟ أما ملوا لغة الخشب و فطنوا إلى أن الرأي العام المحلي يرصد دقائق الأمور بشكل واقعي؟

إن أخشى ما يخشاه المتتبع للشأن المحلي اليوم بعاصمة سوس، و أن لا يقوم المسؤولون بواجبهم إزاء هذا المدخل، الذي يبدو لا عنت أنه ورش غير مكتمل، إلا قبل شهور من الانتخابات القادمة لضمه إلى لائحة انجازاتهم التي يعتقدون أنها يترجح كفتهم لدى الناخبين.

و نحن نعتقد أن هذه المنهجية متبعة فعلا، و هي لم تعد سرا حتى في الجماعات القروية، حيث يؤجل انجاز المشاريع إلى حين حلول السنة الانتخابية لتترسخ في أذهان الناخبين منجزات آخر ساعة.

طبعا ليس هذا المدخل هو المشروع الوحيد الذي سيغير وجه أكادير، و لا هو بالذي سيدفع الناخبين إلى التشبث بالوجوه الحالية، فالتراكمات، و نحن نتحدث فقط عن البنيات التحتية، محبطة، و محبطة للغاية، و الجميع يعلم أن عددا من المشاريع التي تمت برمجتها في إطار التهيئة الحضرية لعاصمة سوس لم تكتمل و تحولت في وقت سابق إلى فضائح، قبل أن تثير حفيظة السلطات التي نزلت بجرافاتها لرد الأمور إلى نصابها.

إن أكادير لن تكون جميلة و ذات جاذبية سياحية و اقتصادية إذا ما ظلت رهينة عقليات تحركها لخدمة الصالح العام مصالح حزبية و أخرى شخصية، و ليس مدخل ” مارينا” سوى تجل صريح للحقيقة كما هي على ارض الواقع، بيد أن هناك حقائق أخرى لا تخطئها العين في أكادير.

 

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى