ضحايا لقمة العيش باشتوكة يواصلن رحلة القهر
حقائق24 / اشتوكة
تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي هذا الصباح مشهدا جديدا للعاملات الزراعيات أمام باشوية أيت عميرة و هن يقطعن الطريق الإقليمية 1014 مشيا على الأقدام نحو الضيعات الفلاحية التي يشكل العمل بها مصدر رزقهن الوحيد، رزق مشوب بالعناء، و الموت يحذق به في ظل استمرار الاعتماد على وسائل نقل مهينة لبني البشر.
هذا هو الحال، رغم أن فاجعة وفاة التلميذة غزلان ما تزال تخيم على نفوس زميلاتها و نفوس جميع العاملات الزراعيات اللواتي هزهن مصرعها في حادثة سير مميتة، لم تدفع القائمين على الأمور إلى تغيير نظرتهم إلى هذه الفئة التي تستغل أسوء استغلال، و تحرم من كافة الحقوق المشروعة و يجري تشغيلها في ظروف لا إنسانية تجرمها كل قوانين الشغل، لكن على الورق فقط، في غياب مراقبة صارمة.
و يبقى المستفيد الأوحد من هدر كرامة و دماء هؤلاء العاملات المغلوبات على أمورهن، هو الفئة الإقطاعية الجديدة التي تتخذ منهن شكلا مغرقا في العبودية، تشغلهم كيفما يحلو لها و تسرحهم متى طاب لها ذلك و تستغل هشاشتهن الاجتماعية أبشع استغلال، و كذلك كان دأبها دوما أمام أنظار من يفترض فيهم، محاربة كافة إشكال الرق الجديد و الاتجار في البشر و استغلال مآسي الآخرين لمراكمة الأرباح المصبوغة بدماء الضعفاء من بنات و أبناء الوطن.
فأين أنت أيها الجسم الحقوقي من جرائم لا إنسانية ترتكب يوميا في حق عاملات زراعيات فرض عليهن ” صراط القهر” ؟ و أين مفتشو الشغل؟ و ما الذي يبرر صمت السلطات بكافة تلاوينها، خصوصا في زمن الجائحة التي تضيف إلى المخاطر التي يتعرض لها العاملات خطرا آخر اشد فتكا هو فيروس كورونا اللعين؟