مجتمعوطنية

محّلات الجزارة أيام العيد .. خدمات موسمية تستمر ثلاثة أيام

butcher1_828251948

حقائق24- متابعة

يبدو ظاهريا أن الجزارة هي المهنة التي تتوقف نهائيا في فترة العيد، نظرا لتوفّر اللحم في جميع البيوت بالمغرب؛ إلا أن واقع الحال يثبت العكس، إذ بمجرّد حلول عصر اليوم الأوّل من العيد تكون أمام محلاّت الجزارة مهمّة لا تستغني عن خدماتها الأسر المغربية.

وتتمثل هذه المهمّة، التي تستمرّ ثلاثة أيام كحدّ أقصى، في تقطيع الأكباش وفصل عظمها عن لحمها وكذلك فرمها، حسب رغبة الزبون ومتطلباته.

وتشهد محلاّت الجزارة في مدينة طنجة، كسائر المدن المغربية، ازدحاما شديدا طيلة الأيام الثلاثة الأولى، حيث يحاول كل زبون أن يجهّز أضحيته باكرا ليقسّم ما يريد تقسيمه منها ليتناول كلّ وجبةٍ الجزء الذي يريد، بينما يختار آخرون تكليف الجزّار بمهمة فرم اللحم فقط.

حسب بلال، أحد الجزارين بـ”بلاصا” الحيّ الجديد بطنجة؛ فإن كُلفة هذه الخدمة تتراوح بين 70 و100 درهم للكبش الواحد، حسب متطلّبات الزبون ورغباته وكذا حجم الكبش أحيانا.

وأوضح بلال، أن “هناك من يريد تحويل جلّ لحم الكبش إلى كفتة، ولا يترك إلا القليل للشواء والطبخ؛ وهناك من يركز على تحويل الأضلع إلى “كوطليط” مثلا، ولا يهمّه باقي الأجزاء وطريقة تقطيعها.. وهكذا”.

ولا تتجاوز كلفة تحويل اللحم إلى كفتة 5 دراهم للكيلو الواحد، وهي خدمة يختارها بعض الزبناء بعد أن يكونوا قد قاموا بعملية التقطيع بأنفسهم، ولا يبقى سوى عملية الفرم.

يواصل محدّثنا بلال كلامه وهو يلهثُ حاملا أضحيةً جديدة وصلته للتوّ: “على خلاف اليوم الأوّل الذي يشهد زحاما شديدا من أجل تقطيع اللحم قبل أن تفسَد الأضحية، يشهدُ اليومان التاليان حضور الزبناء الذين يريدون فرم اللحم فقط، حيث تخفّ حدة الزحام تدريجيا”.

وضعٌ يعيشه عبد السلام، زبون بلال، الذي صرّح لنا قائلا: “والدي لديه خبرة في تقطيع لحم الأضحية ولديه كل اللوازم. لهذا، نستغني عن هذه الخدمة، بينما نضطر لإحضار اللحم الذي قطعناه من أجل فرمه في الماكينة المخصصة لذلك”.

وبالرغم من أن أرباح هذه الخدمة تبدو جيّدة جدا وغير مكلفة بالنسبة إلى الجزارين، حيث لا توجد خسائر تقريبا؛ فإن أحمد، جزّار بالسوق ذاتها، يكشف لنا بعض المتاعب غير البادية للعيان.

يقول أحمد: “هناك زبائن متطلّبون جدّا، ويضعون شروطا خاصّة، ويريدون أن تتم عملية التقطيع على مزاجهم الخاصّ. وفي ظل الزحام الشديد، يحدث الكثير من الشنآن مع بعضهم”. ويضيف أحمد: “نضطر أيضا لتشغيل شباب جدد لمساعدتنا في تقديم هذه الخدمة التي تتطلب عددا أكبر من العاملين. لهذا، فالربح يبقى في حدود المعقول، ولا يكون كبيرا إلى تلك الدرجة”.

“كيف تفرّقون بين أضحية هذا وذاك؟” سؤال وجهناه إلى أحمد ونحن نلاحظ كمية الأضاحي المعلّقة المتشابهة في كلّ شيء. وأجاب الجزار ذاته بالقول: “نقوم بترقيمها جميعا ومنح الزبون رقم أضحيته. وهكذا، كلما انتهينا من أضحية نضعها في أكياس بلاستيكية تحمل رقمها؛ لكن بالرغم من ذلك الاحتياط يحدث أحيانا بعض الخلط الذي يتفق معنا الزبون أنه أمرٌ يبقى واردا يتم تجاوزه بتبادل العفو والمسامحة، ولعلّها من أفضل أخلاق العيد”.

يخلقُ “العيد الكبير” بالمغرب فرص عمل كثيرة موسمية مباشرة وغير مباشرة، تجعله يتميز في كلّ شيء؛ بدءا من لحظة النحر إلى آخر رمقٍ في ليلته الثالثة، قبل أن تستعيد الحياة مجراها الطبيعي من جديد.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى