جهويات

الإهمال والتهميش ينخران مستوصف الحي الجديد بمراكش

هشام ايت الرامي | مراكش

رغم ارتفاع الكثافة السكانية بالحي الجديد سيدي يوسف بن علي ، مراكش إلا أن مستوصف الحي لازال يتجرع مرارة التهميش لا من حيث بنيته المادية، و لا من حيث موارده البشرية. فهو لا يتناسب اطرادا مع متطلعات ساكنة الحي الجديد،فصورة الوضع الصحي بهذا الحي أقل ما يقال عنها انها كارثية و جد متأزمة و تحتاج لإدارة حقيقية تدفع بها نحو الريادة و تخرجها من مستنقع الإقصاء و التهميش.

إن النقص الحاد الذي يعرفه المستوصف على مستوى التجهيزات الطبية و كذا قلة الأطر الصحية يجعل التدخلات العلاجية محدودة و غير كافية و لا تستجيب بالمرة لطموحات الساكنة و قد عبروا غير ما مرة عن سخطهم و عدم رضاهم عن الطريقة التي يدبر بها هذا المرفق العمومي.

لقد بلغ السخط و الامتعاض اقصاه خصوصا بعدما أصبح المستوصف عاجزا عن توفير قاعة للإنتظار، ما جعل المرضى يرابطون جنباته الخارجية رفقة أطفالهم و غالبيتهم من الرضع، وتحت أشعة الشمس اللاهبة ينتظرون دورهم الذي قد يأتي و لا يأتي، بل ما يزيد الطين بلة هو افتراشهم التراب و أعينهم شاخصة لا يحول بينها و بين باب المستوصف سوى حاويتان للأزبال ينتظرون اشارة من المكلف بتنظيم الأدوار، صورة عميقة تعبر بشكل فاحش عما وصلت إليه كرامة الانسان من إهانة و استصغار إلى حد أن أصبح مكانها الى جانب القمامة و الأزبال، صورة و انت تتمعن فيها تكتشف أنهم أعادوا الانسان إلى حالته الطبيعية الأولى، صورة تعبر عن فن اللامبالاة الذي يتقنه مسؤولونا، صورة ستلتمس من خلالها العذر لأولئك الذين يمتطون قوارب الموت بحثا عن كرامتهم في عالم و مجتمع اخر، صورة تشوه للأسف زمن الحداثة أو ما بعد الحداثة الذي نعتقد للأسف أننا نحياه، صورة تختزل و تلخص كتابا عنوانه “انت آخر شيء نفكر فيه”.
فإلى متى هذا الاستهتار بصحة المواطنين؟ إلى متى هذا التفنن في إبداع الخلل و سوء التنظيم؟ .

 

 

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى