علم من مصادر إعلامية أن المواطنة س إ، قد توفيت يوم أمس الأحد 20 مارس متأثرة بجروح خطيرة و حروق، بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير.
ووقعت الراحلة، ضحية “رقاة قرآنيين”، نواحي تاليوين، مما استدعى نقلها إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير يوم السبت المنصرم حيث عاشت مند يوم بين الحياة والموت بعد وضعها بمصلحة الحروق.
وكانت أسرة الضحية قد لجأت إلى فقهاء زاوية زاكموزان بجماعة إغيل نوغو بتالوين إقليم تارودانت، فتم تسليمها لحفظة قرآن، الذين أدخلوها إلى غرفة مظلمة فشرعوا في “ضربها وحرقها” على مستوى الظهر والكتفين والفخذين.
وذكرت عائلة الراحلة، أن الرقاة، كانوا خلال إقدامهم على “حرقها وضربها”، برددون آيات من القرآن من أجل “طرد الجن”، قبل أن يضعوا الجمر على فخذيها حتى أصبح الجرح غائرا جدا، وعند انتهائهم حملتها شقيقتها وهي تنزف.
وفي نفس السياق، وخلال حديثها ليومية “الأحداث المغربية”، قالت شقيقة الضحية سميرة أن الأخيرة لبتت بمسقط رأسها بدوار تابيا بتالوين خمسة أيام دون حراك لتقرر أسرتها نقلها إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير بعدما عجزت عن المسير أو النطق ودخلت في حالة إغماء مستمرة، وتضيف أنها تقدمت بشكاية إلى الدرك الملكي بتالوين يوم أمس السبت، وقاموا بمعاينة الضحية بالمستشفى عشية أمس حيث تنتظر فوق سرير إلى غاية مرور ايام عطلة الأسبوع لتظفر بسرير بغرفة الانعاش يومه الاثنين.
تم الإبقاء على الضحية طيلة هذه الأيام بالبيت لأن رجال الزاوية التزموا بعلاجها، وأمروا بعدم إبلاغ الدرك الملكي، إلى أن ساءت صحتها بسبب تداعيات حروق من الدرجة الثالثة، وآثار العصي، والمثير أن الشقيقة كما تروي تلقت مكالمة من أهل الزاوية تعدها بتعويض قيمته “70 ألف ريال” في حالة وفاة هذه الضحية التي تلقت تعليمها حتى مستوى السنة الثالثة من الباكلوريا.
وأضافت اليومية أنه عند زيارتها بالمستشفى لم تكف الأم عن البكاء وهي تحكي معاناة، تلميذة نجيبة حكم عليها المرض بمغادرة الدراسة، فحملوها إلى مستشفى المختار السوسي حيث قضت 15 يوما، وطالب إدارته بإخراجها بدعوى أنها لا تعاني من أي مرض كما تروي الأم. عادت بها إلى تالوين متدمرة، فنصحها البعض بنقلها إلى الزاوية، وبعد ذلك حملها إلى المشرفين، عليها وسلموها بدورهم إلى “المحاضرية” مثل أستاذ يضع بين يدي تلاميذه ضفضعا لإخضاعه لحصة تجريبية في العلوم الطبيعية. سلمتهم ديكين بلديين، فأكلوهما وأصابوا بنتها بعاهة مستديمة وإغماءة دائمة أدت لوفاتها في الأخير، في الوقت الذي تعيش الأم منذ أسبوع مأساتها لوحدها بينما تستمر الزواية في القيام بكل الأدوار التي ظل بويا عمر يقوم بها قبيل إغلاقه دون حسيب و لا رقيب و لا رادع.