جهويات

أكادير: عروس بدون عريس …

لست من ابناء هذه المدينة الجليلة ولا ادعي أني أزورها للترفيه، المتعة… القليل الذي يحملني متاعب السفر كل سنة هو جرعة تعليم فاشل… الملاحظ خلال هذه السنين الماضية التي قضيتها مع هذه المدينة اكتشفت وما زلت اكتشف انها تتزين كل ليلة تنتظر عريسها المتوقع، وكل مرة تفشل في حصولها عليه. يحيلنا هذا الكلام في كثير من مواضع جمة ان المواطن المحلي المحمول على عربة تجرها فهود مفترسة لا يلتفت لهذه الموضوعات؛ السبب اننا نجد له ملاه كثيرة تسمى بآلهة الطريق.

 

 

فأي معنى نستشفه من مدينة تقارب الميتروبول ولاتزال فارغة من حس سياسي للحكام؟ ، إنها تفتقر للظل في قواميس الدولة.

 

القول بالمطلق ان مدينة أكادير هي نموذج حي لمايصطلح عليه قديما ب:”الدولة المدينة”.

 

الدولة الفارغة من انعكاس في سياسات المركز هي نموذج حي لما تعيشه المدينة مكانتي العلمية لا تخول لي ان اناقش افكار العظماء واشباه الكبار وحتى الرعاع. إنما كلما انتهى بي المطاف ليلا اجول الازقة والشوارع واكتشف ان كل شي يسبح في فلك دونما الحاجة لتخطيط ولا تمويل ولا تدبير… يتبادر لذهني ان هذه المدينة تشتغل ب”رضات الوالدين”..

 

ان ما يحصل في هذه المدينة هو نموذج حي لاستغلال الاخر غير المبالي، هذه المدينة حيث ينشط نزوع المسؤولين للتيه في بحار الدولة، وحيث يتعامل السكان بمنطق المألوف والمعتاد؛ منطق “انا وحانوتي ومن بعدي الطوفان”. بلا جدال الاستعراض فالاحساس بحتمية المسؤولية لا ينبغي حصرها في المجال الديني والقضائي، الانسانية هي المبتغاة…فكل مؤشرات الفعل تندثر كلما تعلق الامر باستدامة مصلحة لما سيأتي من الانسانيين وليس الادميين الحكام والصدور العظام والوزراء والباشوات والولات لا تغريهم هذه المدينة الا في ليلها لذلك لبعضه او كله نتمنى ولا نملك سوى التمني، ان يلتفتوا كلهم.

 

انتظر كثيرا من هرطقات على اشكال اندفاعية، فانا استطيع تحملها بافول يقين الاسطورة. رغم مناخ البلاد الذي يدفع للهرولة نحو الالهة والاسياد.

 

أحمد أبودرار

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى