سياسة

بسبب الإنتقادات المتنامية .. قيادة “البيجيدي” تصف منتقدي الأزمي بـ”المرتزقة”

بعد التصريحات الغاضبة للعمدة الأزمي التي هدد فيها بــ”النهوض” إلى المنتقدين لأداء المجلس الجماعي لمدينة فاس، و”مواجهتهم” و”إخراس أفواههم” التي لم يتردد بنعتها بـ”البئيسة”، واتهامهم بـ”الارتزاق” و”الابتزاز” و”الإرتشاء” و”المقامرة بمستقبل المدينة”، عممت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية، نهاية الأسبوع الماضي، “توجيها عاجلا” على العشرات من “الأعضاء العاملين” (أعضاء كاملي العضوية في الحزب)، وذلك عبر “الواتساب”، ودعت فيها الكتابات المحلية لحزب “المصباح” إلى “تجميع” المعطيات التي تخص الانتقادات الموجهة إلى العمدة الأزمي، والأشخاص الذين يقفون وراءها والذين وصفتهم بـ”المرتزقة”.

ورغم أن “التوجيه العاجل” دعا أعضاء هذا الحزب إلى عدم الاصطدام مع الأشخاص الذين يستعدون للاحتجاج بأقمصة الحداد ضد المجلس الجماعي لفاس، والذين تم نعتهم بـ”المرتزقة ممن يدعون الانتماء للمجتمع المدني”، فإن الكتابة الإقليمية دعت الكتابات المحلية للحزب إلى إعلان “حالة استنفار” في أوساط كل الأعضاء، “عبر الرسائل والواتساب ثم الدعوات الشخصية بخصوص اللقاءات التواصلية” التي دعا الحزب إلى عقدها، وذلك “حتى لا تكثر تساؤلات الإخوان حول اللقاءات التواصلية”.

وأعلنت الكتابة الإقليمية أنها تقوم بـ”تجميع المعطيات” حول “حملة ممنهجة” يبدو لها أنها  “تستهدف تدبير الشأن العام المحلي بفاس”، ولذلك، فقد أوردت أنها “تتابع هذا الأمر”، و”عقدت لقاء خاصا للاتفاق على كيفية التعامل مع هذه الهجمة”، ودعت، في السياق ذاته، الكتابات المحلية للحزب لأن “تقوم أيضا بواجبها في رص الصف الداخلي وتعبئة المناضلين وضبط العضوية ومدنا بالمعطيات التي تصلها”.

هذا ونزلت القيادة المحلية لحزب “المصباح” بثقلها لـ”تفعيل” لجن الأحياء التابعة للكتابات المحلية، فيما كشف “التوجيه العاجل” أن قيادة حزب العدالة والتنمية تتخوف من “انتشار” موجة «الإحباط» في صفوف أعضاء حزب “المصباح” جراء الانتقادات المتنامية التي تطول المجلس الجماعي بسبب تدهور أوضاع المدينة، وعدم تنفيذ وعود الحملة الانتخابية لـ”البيجيدي”.

واعتبرت فعاليات جمعوية أن التصريحات المثيرة التي وزعها العمدة الأزمي يمينا وشمالا وكال فيها الاتهامات لمختلف المكونات التي تنتقده، من شأنها أن تشجع على العنف، في حين خلفت التصريحات ذاتها التي أكد فيها العمدة الأزمي أن “مدينة فاس بخير”، الكثير من الاستياء في شبكات التواصل الاجتماعي، ولجأ البعض إلى الاستعانة بمخلفات دقائق من التساقطات التي شهدتها المدينة، لتعرية اهتراء البنيات والتجهيزات الأساسية في مختلف شوارع وأحياء العاصمة العلمية، في حين ذهب آخرون إلى تصوير عدد من المشاهد الصادمة لانعدام الحد الأدنى من التجهيزات في تجمعات سكنية.

وبالتزامن مع هذا “التوجيه العاجل”، وفي الوقت الذي كانت الفعاليات المحلية تطالب العمدة الأزمي بلقاء مفتوح لتقديم حصيلة ثلاث سنوات على أداء مجلسه، بالنظر إلى أن الساكنة كلها معنية بالحصيلة وبأن المجلس الجماعي ليس مجلس حزب بعينه وإنما مجلس للساكنة والمدينة، أعلنت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بـ”أكدال”، بوسط المدينة، عن تنظيم لقاء تواصلي مع العمدة الأزمي، مساء  الأربعاء 19 شتنبر الجاري، بمقر الحزب، لتقديم “حصيلة نصف الولاية لمجلس جماعة فاس”، لكنها أكدت على أن “الدعوة خاصة بأعضاء حزب العدالة والتنمية”.

وأشارت المصادر إلى أن الكتابة الإقليمية للحزب قررت أن تنظم لقاءات تواصلية أخرى للعمدة الأزمي مع باقي مكاتبها المحلية، بعد ثلاث سنوات من “جفاء” التواصل بين كبار منتخبي الحزب وهياكله، من جهة، وبين أعضائه، من جهة أخرى، ما أدى إلى تسرب الانتقادات إلى البيت الداخلي لـ”المصباح”، وصلت إلى درجة أن عددا من المستشارين الجماعيين في المقاطعات لا يخفون “إحباطهم”، وهم يقيمون “الحصيلة”، وينتقدون “العزلة” التي يعيشونها نتيجة “إمساك” بعض كبار المنتخبين بكل خيوط ملفات التدبير المحلي، وإغلاق كل أبواب ونوافذ التواصل مع كل الأطراف، بمن فيها “صغار” المنتخبين المحسوبين على تجربة العمدة الأزمي.

وعادت الكتابة الإقليمية لحزب “البيجيدي” في خلوة عقدتها يوم الخميس  الماضي (13 شتنبر الجاري) لـ”تثمين” ما أسمته “العمل المقدر الذي تقوم به المجالس المنتخبة المحلية”، واعتبرت أن حملة الانتقادات الموجهة ضد العمدة الأزمي هي”حملة مشبوهة ومغرضة” “يقودها بعض الأشخاص لأهداف خاصة وسياسوية ضيقة لا تمت بصلة للصالح العام”.

وتعد هذه “الخلوة” الثانية من نوعها في ظرف لا يتجاوز أسبوعين، حيث سبق لها أن دخلت في خلوة يوم 4 شتنبر الجاري، (بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الانتخابات الجماعية)، وشنت انتقادات لاذعة على عدد من الصحفيين، دون أن تسميهم أو تسمي المنابر التي يشتغلون لفائدتها، ونعتهم بـ”الأقلام المأجور” وقالت إنهم يقفون وراء “موجة التيئيس والتبخيس والتضليل” التي تستهدف “تجربة حزبنا في تدبير الشأن العام المحلي بالعاصمة العلمية للمملكة”. وعبرت عن “اعتزازها بالتطور اللافت الذي تعرفه تجربة تدبير الشأن العام المحلي بمدينة فاس”، و”كل ذلك بفضل تجند وتضحية منتخبي الحزب في خدمة الساكنة”. وأكدت، بالمناسبة ذاتها، على “جاهزية كافة هيئات الحزب بالإقليم لإسناد تجربة تدبير الشأن العام المحلي بفاس التي يقودها حزبنا باقتدار، ودعمها بمختلف الوسائل الممكنة، وتنظيم الأنشطة التي تعرف بمنجزاتها وتفضح أساليب التشويش والتبخيس التي تحاول تعطيل قطار الإصلاح بإقليم فاس”، قبل أن يشير العمدة الأزمي، في تصريحاته المثيرة، إلى أن مدينة فاس «بخير»، وأن الانتقادات الموجهة إلى المجلس الجماعي يقف وراءها ما يقرب من 20 شخصا قال إن لهم ارتباطات بـ”عهد الفساد السابق”، في إشارة إلى ولاية العمدة السابق، حميد شباط، الذي تحالف معه حزب العدالة والتنمية لعدة سنوات بعدما تولى منصب الأمانة العامة لحزب الاستقلال، وتخلى عن الكشف عن ملفات سوء تدبير في الجماعة سبق أن وعد الساكنة بفتح التحقيق بشأنها. وقال العمدة الأزمي، في تصريحات سابقة، وهو يبرر هذا الصمت، بأن الساكنة انتخبته لكي يقدم لها خدمات القرب، وليس معنيا بفتح التحقيق في الملفات لأن هناك مؤسسات عمومية لها هذا الاختصاص.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى