سياسة

سابقة : بنكيران للملك:‏ إذا اضطررنا لدخول السجون فنحن مستعدون

عاد عبد الاله بن كيران، زعيم حزب «العدالة والتنمية» المغربي، إلى تصدر المشهد الإعلامي في البلاد، بعد غياب دام أكثر من خمسة أشهر، فاتحا ملفات متعددة ومنتقدة سياسات، لعبت دورا في تعثر المسار الديمقراطي وفي إنهاء مهمته كرئيس الحكومة وأنتجت أزمات وإرباك تدبير هذه الأزمات، حتى داخل حزبه، موجها رسائل واضحة للقصر بعد خطاب الملك محمد السادس الأسبوع الماضي بمناسبة عيد العرش انتقد فيه الوضعية الحزبية وأداء الإدارة.

 

وفي خطوة غير مسبوقة، رد عبدالإله بنكيران، بقوة على خطاب عيد العرش الذي تضمن انتقادات قاسية للأحزاب السياسية والإدارة المغربية، وحملها مسؤولية أحداث الحسيمة، واتهمها بالاختباء وراء المؤسسة الملكية وتفاعلت هذه الاحزاب ببهجة مع الخطاب وأعلنت تأييدها لما ورد به من دون أن تبادر إلى ممارسة النقد الذاتي.

 

وقال بن كيران في افتتاح ملتقى شبيبة حزبه بمدينة فاس يوم الأحد إنه لن يعلق على خطاب الملك: «نتقبل مؤاخذات جلالة الملك وإذا كانت هناك أمور ماشي هي هاديك كنتجاوزوها، والملك جاء بالبيعة وبالتاريخ وبالدين»، وأنه «ضد الابتهاج للكلام القاسي» وأعاد أزمة الأحزاب إلى تدخل النافذين بالقصر الملكي بشؤون الأحزاب ويتحكمون في قراراتها وهياكلها، وقال: «المستقبل لا يمكن بناؤه إلا بالمعقول وبالمسؤولية»، و»ناس لي مولفين كايتدخلوا باراكا، (من اعتاد أن يتدخل يكفي)، لأن الأحزاب خصها (تحتاج) الحرية والاستقلالية، بغينا نقولوا باراكا كفى من التخلويض (الخوض في الماء العكر)».

 

وأوضح بنكيران إنه لا يمكن لأي شيء أن يقام في هذا البلد بدون قيادة الملك، «واخا يغوت (يصرخ) علينا الملك، خصنا نسمعوا لكلامه ماشي نبتهجو بيه».

 

وقال: «أنا ضد الابتهاج بالكلام القاسي، فالمؤاخذة مؤاخذة» و»لا يمكن لأحد أن يسمع التوبيخ والكلام القاسي ويفرح به وإلا فإنه يحتاج طبيب نفساني مثل الدكتور سعد الدين العثماني (رئيس الحكومة)».

 

وأكد زعيم حزب العدالة والتنمية تمسك حزبه بالاستقلالية مهما كان الثمن «لا نفضل السجون، لكن إذا كتبها الله هل نحن أحسن من أولئك المسجونين في العالم، وإذا جاء وقت نخلصوا (ندفع الثمن) بالسجن نحن مستعدون … ليس هناك حزب سياسي حقيقي لم يقع له أي شيء، وهناك ليسوا حتى معارضين وأدوا الثمن بأرواحهم، هذه هي السياسية».
وحول قرار الملك فتح تحقيق بتعثر مشاريع التنمية في منطقة الحسيمة، شمال البلاد التي تعرف حراكا منذ نهاية اكتوبر الماضي، لا يزال متواصلا، تساءل بنكيران عن سبب عدم فتح التحقيق في «فترة البلوكاج السياسي التي عطلت البلاد»، وفي المقابل فتح التحقيق في مشاريع تنموية تعطلت وقال: إن «ما وقع في الحسيمة يقطع القلب، وأهل الحسيمة إخوتنا، والأمن خوتنا نحييهم» و»أطلب من الملك بصلاحياته للحد من مشكل الحسيمة» «يمكنه فعل ذلك، هو الذي يعرف كيف يفعل ذلك، ما عندنا ما نديروا، ملي كاتحراف لينا كندوروا لجلالة الملك، ما يمكنلوش يواخد علينا هاد القضية، هادشي لاش دارو الله تم».

 

وقال إن «مسار تشكيل الحكومة بعد 7 أكتوبر، عرف لعبا وتلاعبا من أجل منعه من تشكيل الحكومة»، وأنه «علم أن قرار تشكيل الحكومة بأغلبية وأحزاب معينة تم اتخاذه مدة، غير أنهم ناوروا لمدة خمسة أشهر من أجل منعه من تشكيل الحكومة».

 

كما دعا بن كيران إلى اجراء تحقيق في مسيرة «مجهولة» نظمت في الدار البيضاء قبل التشريعيات «لمناهضة أخونة الدولة وطرد بن كيران من الصحراء» وأطلق عليها «مسيرة ولد زروال» نسبة لأحد قادة حزب «الأصالة والمعاصرة» الذي قادها، وأثار عدم منع وزارة الداخلية هذه المسيرة رغم أنها لم تحصل على تصريح والشعارات التي رفعت خلالها سخرية الرأي العام وقلقا من مستوى الانحطاط الذي عرفته الساحة السياسية المغربية.

 

ودعا عبدالإله بنكيران إلى تعديل الدستور وقال إنه لن يخضع لإرهاب الذين يقولون إنه يخلط الدين بالسياسة «ما يخلعنيش شي واحد (لا يخيفني احدا) ويقول لي كتخلّط الدين بالسياسية” واضاف: «أنا مسلم ولا أعرف ولا أخاف إلا من الله، والنصر ليس إلا من عند الله».

 

وعن مستقبله السياسي بعد إعفائه من رئاسة الحكومة قال بنكيران: «أنا ما زلت حيا أرزق وأينما كنت سأقوم بدوري، أنتم مطالبون أن تكونوا مثلي أو أحسن مني لأن القضية ماشي قضية مباراة كرة القدم نربحها، بل قضية إصلاح بلد ووطن وكرامة يجب أن ترجع للمواطن».

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى