حقائق24 — مريم جوباي
وحده الأكسجين يبقينا على قيد الحياة.. وابتسامة ندسها في قلوب ونمضي بعدها إلى حال سبيلنا..
من هذا المنطلق، ولأنهم يؤمنون إيمانا عميقا.. أن رسم البسمة ولو أن مدتها قصيرة إلا أن آثارها تبقى عميقة جدا..؛ فهي كفيلة بأن تزرع الحيااة في الأنفس تماما كما يزرع المطر الحياة في رحم الأرض..، ارتئ شباب جمعية AJA en action تحقيق هدفهم المنشود الذي اشتغلوا عليه لشهور، فبإمكانيات بسيطة ، وبقليل من الموراد المالية، وبمساعدة أناس من داخل الوطن وخارجه، استطاعوا رسم البسمة على ساكنة دوار “تيدسي” بقافلتهم التضامنية تحت شعار: لننعم جميعا بالدفئ..!
توجهت القافلة يوم الأحد المنصرم إلى دوار تيدسي التابع لجماعة وقيادة أربعاء تيغدوين إقليم الحوز، واستطاعت بفضل الله وبفضل أشخاص ضحوا بوقتهم ومالهم وراحتهم ، أن تُدخل الفرح على 140 مستفيد تقريبا، منهم الرجال، النساء، الأطفال، الشباب والشيوخ، الذين طالهم التهميش سنينا طوال بجبال الأطلس الكبير تحت رحمة الفقر والبرد والجذب.. يجلدهم الصقيع بسياط القهر، يعانون ويلات قسوة الطبيعة، وقسوة الزمن الذي لم يرحمهم ..
يقع دوار تيدسي في مكان عال في منطقة صقيعة تبعُدُ عن “تدّارت” بعشر كيلومترات ، الطريق إلى الدوارغير معبّدة، وعرة ، وانتحارية ، الناس هناك لا يملكون شيئا غير قلوبهم الطيبة، يعتمدون على بعض الأنشطة الفلاحية كمورد للبقاء على قيد الحياة وليس للعيش، انعدام البنية التحتية الضرورية كالمستوصف والإعدادية، ضعف شبكة المواصلات الهاتفية ؛ الشيئ الذي يضاعف معاناة الساكنة خاصة في حالة وجود مريض أو امرأة حبلى تتطلب حالتهما تدخلا طبيا عاجلا ، جل التلاميذ هناك يغادرون فصول الدراسة عند السادس ابتدائي، قليلون جدا الذكور الذين يحالفهم الحظ لمتابعة الدراسة بالإعدادي، أما الإناث فهن محرومات من ذلك، الأطفال يعانون من تشقق اليدين وجفاف البشرة جراء الصقيع والثلج والبرد الشديد، عدد ليس بالقليل من النسوة مصابات بالغدّة الدّرقية، يَعِشن مع المرض نظرا لبعد المرافق الصحية وأيضا لقلة ذات اليد..، المدرسة بالكاد تتوفر على قسمين ومُعلمتين مُكَلَّفَتيْن بتدريس كل المستويات، المنطقة لديها مميزات طبيعية تُأهلها لأن تكون بؤرة سياحية بامتياز(السياحة الجبلية)، كما أنها تزخر بالجوز كمنتوج فلاحي فرض وجوده ، مما جعل الساكنة تفكر في بناء “دار الضيافة” و إنشاء تعاونية تهتم بالجوز ومنتجاته ، الشيء الذي سيعود على الدوار وسكانه بالنفع ، لكن للأسف العين بصيرة واليد قصيرة..
نداء هام جداا:
خديجة وابراهيم هما من بين الحالات الصعبة التي صادفها شباب الجمعية في دوار ” تيدسي ” والتي يهيب ذويهما بكل من يستطيع تقديم العون، انتشالهما من الضياع..
خديجة، 12 سنة ، لديها تشوهات خلقية ومشاكل في النمو والنطق..
ابراهيم، 23 سنة، معاق ذهنيا، ولديه صعوبة في التكلم ، كما أنه يعاني من مشاكل الأعصاب ونوبات الصرع..
المشترك بين خديجة وابراهيم هو أن كليهما يعاني في صمت لأن أسرتيهما معوزتين جدا.. لا حول لهما ولا قوة ، جل أملهما أن يحظى أبناؤهما بعلاج متخصص..
ملاحظة: كتبنا هذه السطور لنوصل الأمانة ، ونُسمع صوت من لا صوت له ، فهذا نداء من قطعة منسية تستنجد .. تسأل كل الضمائر الحية ، وكل من في قلبه إرادة وعزيمة ، أن يُلبي النداء
بارك الله فيكم جميعا ياشباب إنما دلك من شيام الرجال