أثارت حلقة “صباحيات دوزيم”، التي بثتها القناة الثانية بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد النساء، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تخصصيها لفقرة “ماكياج” لإخفاء آثار العنف على الوجه، قبل أن تبادر القناة إلى الاعتذار.
وتفاعلا مع الموضوع، كتبت الحقوقية السعدية الباهي، في صفحتها الرسمية على “فيسبوك”: “نسائل المرصد الوطني لصورة المرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية عن الزلة الفادحة التي ارتكبتها “دوزيم” في صباحياتها، حين قدمت نصائحها التجميلية لفائدة النساء ضحايا العنف بوصفة تجميلية”.
وتساءلت الباهي: “المواقع الاجتماعية احتجت والقناة اعتذرت.. هل للقناة الشجاعة لتقديم الاعتذار لكل المعنفات ولكل النساء المغربيات؟ وماذا هي فاعلة الوزارة الوصية والإعلام يضرب كل الخطط المناهضة للعنف ضد المرأة في الصميم، كما يكرس العنف ضد النساء؟”.
من جهتها، علقت “ياسمين.ب” على الموضوع قائلة: “ما يؤسس لثقافة العنف ليس هو العنف، لكن تبريره وعدم البوح به، ومحاولات إخفائه”، وزادت: “ما بثه البرنامج من مقترحات “ماكياج” لإخفاء آثار التعنيف هو تغذية لثقافة العنف وتواطؤ وقبول به”، وختمت “تدوينتها” قائلة: “ما تعتبرونه صالحا للماكياج قد يؤدي إلى الموت”.
ووجهت خبيرة التجميل ليليا مولين، خلال فقرتها في البرنامج المذكور، نصائح للنساء من أجل إخفاء آثار الكدمات الناجمة عن تعرضهن للعنف الجسدي عن طريق الماكياج.
من جهتها، قدمت القناة الثانية اعتذارا عما وصفته بـ”خطأ في التقدير”، مشيرة إلى أن الحلقة أدرجت مجموعة من المواضيع التي تطرقت إلى الترسانة القانونية الخاصة بحماية حقوق المرأة.
وأضافت القناة أنها “ترى هذه الفقرة غير ملائمة وتشكل خطأ في التقدير؛ بالنظر إلى حساسية وأهمية موضوع العنف ضد النساء”، مبرزة أن “هذه المقاربة تتناقض تماما مع خطها التحريري المبني على إعطاء قيمة بارزة لصورة المرأة”.
