جهويات

إنزكان : بين جشع لوبيات العقار وتواطؤ المسؤولين تُسْلَبُ الأجيال وتروى تفاصيل اوجاع الطفولة بحي الجرف

 

محمد أمنون

 

 

بعيدا عن مهرجانات الشطيح والرديح و توزيع الغنيمة بين المسؤولين … و بعيدا عن تلك الاصوات التابعة والموالية و تلك الطبول التي تقرع هنا وهناك مدحا لبعض الانشطة التخديرية والتي تعتبر عندهم انجازا من انجازات المسؤولين و جزء من دينامية ثقافية و اقتصادية بالمدينة …. ننقل اليكم اليوم صورة حية … صورة مؤلمة… صورة اخرى من صور التهميش و الحكرة ضد حي الجرف وطفولته … صورة ننقلها لكم هذه المرة عبر الفيديو ثم عبر لسان الامهات و الاباء والطفولة نفسها … صورة تسائل كل الضمائر الحية ،كما تسائل كل السياسات العمومية ومن يقف وراءها تجاه هذه الطفولة .

 

شبَّاك نافدة المنزل ملعب طفلتي الوحيدة !

 

 

امينة فلاح – ربت بيت – : طفلتي ” سناء ” في السنة الرابعة من العمر ، ولا أجد مكاناً آمناً أضعها فيه – لتقضى فيه ساعات طويلة أثناء انشغالي بأشغال البيت ، وتستمتع بالهواء – غير شباك نافدة المنزل نحو الشارع ..! وفي بعض الاحيان و من جراء التعب اخلد للنوم و انساءها على الشباك حتى تصاب بالعياء و تخلد بدورها للنوم بالشباك … ومند اسبوع و بالضبط يوم الجمعة الماضي كاد الطلاق بيني و بين زوجي يحدث ، بعد ان تقدم احد المارة بشكاية ضدنا بعد قيام ابنتي بالتبول عليه وهو متجه نحو المسجد و هي محاصرة في الشباك … أين يمكن أن يلعب أطفالنا و نحن مطمئنين عليهم ؟! .. صحيح نحن نشتري لها ألعاباً كثيرة ، لكنها تبقى مجرد لعب بلاستيكية جامدة لا تحصل من خلالها على المتعة والمرح وتحريك الجسم .. ماذا يحب الأطفال اكتر من الحركة ؟ّ! لكن أين يمكن أن تتحرك، فالشارع كله خطر و المنزل مثل علبة عود الثقاب ؟! الجرف للأسف الشديد تعرض و يتعرض لنهب عقاراته من طرف المسؤولين … الجرف اشبه بتلك الاحياء التي نراءها بأفغانستان او الصومال او العراق … نسمع عن المبادرة و لا نرى لها اتار … نسمع عن البلدية و لا نراهم الا في الانتخابات ….

 


اين حقوق الاطفال كما يتبجحون بها ؟؟؟

 

الحاج بلقاس – رجل تعليم – هذا الموضوع من المواضيع الهامة جداً ، ومن المفترض أن يُطرح بقوة على أصحاب القرار ، فالأمر أصبح مزعجاً جداً بعد توسع حركة العمران ، وازدحام الحي بالسكان ، ونزوح الناس إليها من الصحراء و الشياظمة بعد المسيرة الخضراء .. فأمام غياب اماكن التفيه و التسلية و الحدائق للأطفال بالحي ، اصبحت الطفولة تتقاسم الشوارع مع السيارات والدرجات النارية و الكراريس المجرورة بالحيوانات ، فأين هي حقوق الأطفال في اللعب والتنزه والترويح عن النفس ؟! وأين هو التغيير الذي ننشده في ظل هذا الإصرار على بناء الحي بذات الأدوات العشوائية الفاسدة ؟! عشوائية و فساد حرم الطفولة من حقوقها الاساسية … و النتيجة امامكم الاطفال يلعبون و يتسلقون هدا العمود الكهربائي عالي الضغط .

 


لو كان في حينا يسكن مسؤول كبير فستوجد حديقة و ملعب و حديقة !

 

منير المنور – 10سنوات – لقد كنت عند جدتي بحي السلام بالرباط و كنت العب مع ابن رئيس البلدية قرب فيلاتهم …عندهم المسبح و ملعب و حديقة وكل انواع الالعاب … لو كان في حينا الجرف يسكن مسؤول كبير فستوجد حديقة و مسبح و ملعب كرة القدم ! و لو كان بحينا دلك الملعب او المسبح او الحديقة لما رأيتني الان العب على هذا العمود الكهربائي … نريد أن يشعر المسؤولون الكبار أننا مثل أطفالهم نحتاج لرعايتهم واهتمامهم كما يحتاجه أبناؤهم، هل هم من لحم ودم ، ونحن من مخلفات النفايات ؟!!!

 


نتمنى ان يكون لنا الحق في اللعب مثل اطفال قناة طيور الجنة! !

 

آية فضول -8 سنوات – أشعر أني صغيرة جداً ، لأني لا ألعب إلا مع أخي الصغير الذي يبلغ الخامسة .. نلعب بالدمية البلاستيكية و كرة القدم، ونشاهد التلفزيون أنا وهو فقط، و قناة الاطفال “طيور الجنة ” التي نتمنى حين نشاهدها أن يكون لنا الحق في اللعب مثل أطفالها .

 


حتى واحد موفر لي والوا…حتى انا ملي نكبر نمشي لفرنسا وندير داري تما

 

 

حسن ايوب – 9 سنوات – انا تلميذ مجتهد و حصلت على اعلى معدل و بابا شراء ليا الدراجة … لا احد وفر لنا بهذا الحي شيء … لا ملعب لا حديقة… و لكن انشاء الله ملي نوصل الباك غادي نمشي لفرنسا ونعيش تما و ندير داري و ننسأ هنا … هنا مكاينش لي داها فينا .

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى