بورتريهات

فتيحة المودني .. “تبودرارات ” .. أمازيغية من قرية نائية بتافروات إلى عمدة عاصمة المغرب

فتيحة المودني، سوسية أمازيغية، المنحدر أصلها من قرية نائية تحمل إسم “أغرابو” الواقعة على تراب الجماعة الترابية أيت وافقا (إقليم تيزنيت)، المولودة في العاصة المغربية الرباط عام 1981، والدها علي العصامي المعروف لدى أهالي “أيت تيزنيت” بكرمه الحاتمي لعقود، يمول المدارس العلمية العتيقة وأهل القرآن والأعمال الخيرية لفائدة قرى وأرياف تيزنيت بسخاء، وفق إفادة مقربيه لموقع “حقائق 24”.

فتحية ذات الـ43 عاما، ابنة علي المودني، وهو رجل عاصمي يتقن اللغتين العربية والفرنسية، درس والدها في المسجد وتخرّج منه حاملا لكتاب الله في أيت وافقا (تافروات)، مارس التجارة عبر مقاولته الخاصّة في بداياته بمدينة خريبكة ليتنقل بعد ذلك إلى الرباط، حيث استقر مع زوجته وأبناءه الأربعة (والدان، وبنتان)، تعدّ فتيحة الأصغر من أختها، والثالثة في الترتيب العمري لأسرتها.

يحكي مقربون لوالدها علي في إفادتهم لموقع “حقائق 24″، أن أخلاق والدها انعكست على أبنائه الأربعة الذين أسّس لكل واحد منهم مشروعا مستقلا بذاته، باستثناء ابنته فتيحة التي تسير مشاريع والدها في التجارة والصباغة، فوالدها أعاد بناء المدرسة العلمية العتيقة “أيت وافقا”، وصار يؤمّن لطلابها من فقهاء العلم والقران دعما ماليا وعينا كل عام.

درست فتيحة “إليس ن تافراوت” (ابنة تافروات)، كما يحب أهالي المنطقة أن يكنّوا ابنة البلد الأصل بتشلحيت، في ثانوية دار السلام (الرباط)، وبعدها التحقت بالمعهد الدولي للتّعليم العالي بالمغرب (IHEM) للتخرج منه، وتتابع دراستها العليا في إنجلترا في تخصّص “التمويل والتجارة الدولية”. وهو التكوين الذي أهّلها لتشغل مناصب وتراكم تجربة ريادة المال والأعمال بكل من إنجلترا، وتركيا، وإيرلندا، والإمارات العربية المتحدة، وألمانيا، وكوريا الجنوبية ليستقر بها المقام في المغرب. وهو نفس المسار الذي حظي بها أخوتها الثلاثة، حيث درسوا في معاهد ومؤسسات عليا وفي تخصصات تتوافق مع علم المال والأعمال، مهد وأصل والدهم علي.

شغلت فتيحة المودني مناصب مسؤولة في شركات دولية عدّة في عدة شركات دولية، منها مديرة تسويق لشركة “جتراديس” المملوكة لوالدها، ومديرة تسويق لشركة Steel Business Briefing في لند، راكمت خلالها الخبرة والمراس أهلها لاستثمارها في حياتها المهنية والشخصية بصفتها سيدة أعمال.

وخلال مسارها، زاوجت فتيحة بين اهتمامها بالقضايا الاجتماعية بصفتها رئيسة للمنتدى الإفريقي للريادة (African League for Leadership). وحازت القادة الجدد للمستقبل سنة 2015 (New Leader for the future)، وبعدها جائزة قائدة شابة إفريقية (African Woman Young Leader) في عام 2019. ونالت جائزة “القادة الجدد للغد” خلال فعاليات منتدى “كرانس مونتانا”. كما شغلت مهمة نائبة رئيس جمعية شباب السويسي للتنمية الاجتماعية. وهو الحيّ الذي ترشحت منه في اقتراع 8 شتنبر 2021، مكّنها من ولوج مجلس جماعة الرباط.

تنتظر فتيحة “تبودرارات”، أي ذات الأصول التافراوتية كما يكني أهل تافروات بناتهم، ملفات ثقيلة بمجلس جماعة الرباط، ورثتها عن تدبير سابقتها أغلالو المستقيلة قسرا، وفي الآن نفسه ستجد نفسها أمام ملفات متراكمة لعقود داخل أكبر جماعات المغرب الترابية مشاكل وقلاقل من الداخل ومع مؤسسات، في قضايا حارقة وملتهبة ينتظر الرأي العام خارطة الطريق التي ستقدمها لساكنة عاصمة المغرب.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى