تحقيقاتجهويات

الشبيبات الحزبية بسوس : هل هي مجرد حطب للإنتخابات؟

حقائق24

مجلة حقائق مغربية

تعتبر الشبيبات الحزبية بجهة سوس كما على الصعيد الوطني,بمتابة تنظيمات موازية للاحزاب,تضم فئة الشباب,و تهتم بقضاياه وفق التصور العام للاحزاب التابعة لها و قد تم تشكيلها بغاية تحقيق جملة من الاهداف,اهمها تحقيق  التوسع و الامتداد الجماهيري للاحزاب في الاوساط الشبابية,و تهيئ وجهة نظر الحزب حول قضايا الشباب,علاوة على الاضطلاع بمهام تكوين الاطر الحزبية المستقبلية.وانطلاقا من عملية استقراء بسيطة للاشكال التنظيمية التي تعتمدها اغلب الشبيبات الحزبية نستنتج ان هناك طريقتين في الاشتغال.تتجلى الاولى في العمل من خلال واجهات تنظيمية جمعوية متخصصة.و هوما يؤهلها من الاستفادة اكثر من مساعدات الدولة “المنح السنوية” ,اذ تستفيد كل جمعية على حدة.ثم الاستفادة اكثر من المقرات العمومية,و بالتالي توسيع فرص و مجالات التواصل مع مختلف المجالات سواء القطاعية ” تلاميذ,طلبة,شباب قروي,شباب عاطل ” او الاشعاعية ” اوراش ثقافية,عمل جمعوي ” و هو ما يضمن لها الحفاظ على وحدة التنظيم و تجميع الجهود.

تنظيمات ينخرها الوهن

يرى العديد من المتتبعين للشان الشبابي و السياسي معا بجهة سوس,ان ما يميز اغلب التنظيمات الشبيبية الموازية للاحزاب السياسية بالمنطقة,هو ضعفها و وهننها بالمقارنة مع ما كانت عليه الشبيبات الحزبية في وقت سابق من تاريخ العمل السياسي ببلادنا.

اذ ترى ذات المصادر ان اهم تجليات ذلك الضعف يعود بالاساس الى عدم قدرتها على التعبير عن مواقف متميزة عن احزابها بل مخالفة لها و مناقضة لتوجهاتها حتى تبقى مرتبطة بهموم الشباب.علاوة على ضعف التاطير,الذي يتجلى في غياب الرموز الشبابية القادرة على فرض ذاتها في المجتمع,و غياب القدوة داخل هذه التنظيمات.الشيء الذي افضى الى نتيجة حتمية تكمن في ضعف قدرتها على الاستقطاب,مما حولع=ها من تنظيمات نخبوية,اثر فيها ضعف التواصل مع الجماهير و الموسمية في العمل.

اما من زاوية اخرى,فالكثيرون يرون في التنظيمات الشبابية الموازية للاحزاب بمنطقة سوس مجرد تنظيمات توظفها احزابها في المعارك الانتخابية و الحزبية.فقط و دون اشراكها في اتخاد القرارات.و ذلك اعتبارا لما تجده من صعوبة في التخلص من الرقابة الحزبية التي تجعلها رهينة مواقف الحزب بحكم الدعم الذي تتلقاه منه و الذي يعتبر المصدر الرئيسي لمواردها.

مجرد حطب الانتخابات

في تدوينة له صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك,عبر الناشط الالكتروني المنتمي الى حزب العدالة و التنمية,حسن حمورو, عن تخوفه من وجود تفكير نمطي لدى الاحزاب السياسية المغربية مفاده النظر الى افراد تنظيماتها الشبيبية بوصفها مجرد حطب للانتخابات.

تدوينة افرزت نقاشا تراوح بين المعارضة و التاييد,اذ يرى البعض ان واقع الحال يدفع بقوة نحو تاكيد ما ذهب البه الناشط الفايسبوكي الاسلامي المعروف و الذي ينحدر من اقليم طاطا,فيما يراها فريق اخر مجرد رد فعل سلبي صدر عن حمورو بسبب عدم دعوته من طرف بنكيران الى الاجتماع الذي عقده مع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين لا ينتمون الى شبيبته الحزبية.

و مهما يكن من امر,فان ما اثاره الناشط الفايسبوكي المذكور قد ارخى بضلاله على واقع التنظيمات الحزبية الشبيبية بجهة سوس.حيث يسجل اغلبها عدم ظهورها الا اثناء الاستحقاقات الانتخابية التي تتولى فيها مهام توزيع المنشورات الدعائية لاحزابها و تمجيد المترشحين باسمها.باستثناء تنظيمين شبيبين يشتغلان بشكل متقطع خلال السنة.الا و هما الشبيبة الاتحادية و شبيبة العدالة و التنمية و الى حد ما الشبيبة الاستقلالية.فيما نجد مثلا حزب الاصالة و المعاصرة يعمل جاهدا على واد اية محاولة للشباب الذين ينتمون اليه في الانتظام داخل الشبيبة,حيث لم يتمكن شباب هذا الحزب الى حدود الان من تاسيس تنظيمه الموازي. اما بقية الاحزاب الاخرى المتواجدة على الساحة السياسية بالجهة,فانها لا تعير اصلا اي اهتمام للتنظيم الشبابي.

الكتائب الالكترونية الشبابية

في حوار سابق بثته احدى الاذاعات الخاصة باكادير,عبر الكاتب الجهوي لشبيبة العدالة ,عبر الكاتب الجهوي لشبيبة العدالة و التنمية بجهة سوس عن امتعاضه من وصف شبيبته بالكتائب الالكترونية,ملمحا الى امكانية المتابعة القضائية للمذيع الذي اطلق هذه الصفة.غير ان الحال يفيد,على المستوى الجهوي كما على المستوى الوطني,ان الشبيبات الحزبية قد تحولت لدى مختلف الاحزاب السياسية الى مجرد كتائب الكترونية فعلا.

فمنذ ان تعاظم دور الاعلام الجديد في منطقة سوس و انتشرت وسائله المختلفة و الكثر تاثيرا مثل الفايسبوك و اليوتوب,دابت الاحزاب السياسية فى المنطقة الى دفع افراد شبيباتها الى العمل على توظيف هذا الاعلام بصورة واضحة,و ذلك لتحقيق اهداف مختلفة ,منها السياسية والانتخابية,او الدعائية و التضليلية.و قد استطاعت هذه الاحزاب التوغل في عمق الاعلام الجديد و شبكات التواصل الاجتماعي باليات و طرق عديدة,ابرزها اعادة نشر كافة رسائلها الاعلامية المنشورة في القنوات المرئية و المسموعة و المكتوبة,على المواقع الالكترونية و على صفحات الفايسبوك الخاصة بتلك القنوات,و انشاء المئات من الصفحات و الحسابات المزيفة في الفايسبةك لغرض التشهير و التهجم على الاحزاب المنافسة و تسويق الدعاية السياسية و الحرب النفسية ضد الخصوم’,علاوة على انشاء صفحات خاصة لتكريسها لاغراض دعائية و سياسية للحزب و الرد على الدعاية المضادة,فضلا عن المشاركة في الحملات الاعلامية و التعبوية في المناسبات الحزبية او الاحداث السياسية التي تتطلب بيان الموقف الحزبي تجاهها.هذا الى جانب انشاء مواقع اخبارية و اذاعات الكترونية تابعة لذات الاحزاب.غير ان كل هذا الزخم الكبير,لم يمنع من اعادة التساؤل عن مكانة الشبيبات الحزبية بسوس في خارطة احزابها السياسية,هل هي فعلا فاعلة و مؤثرة و يسمع صوتها ؟ام انها لا تعدو ان تكون مجرد ابواق للدعاية و جيوشا لتوزيع المناشير؟

تنبيه : يمنع منعا كليا نسخ محتوى التحقيق وتحريفه

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى